سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وسِتمِائَة فِيهَا سَار الْملك الْكَامِل من دمشق يُرِيد الْقَاهِرَة فوصل إِلَيْهَا وَصعد قلعة الْجَبَل فِي ثمَّ خرج إِلَى دمياط فَقدم عَلَيْهِ محيي الدّين يُوسُف بن الْجَوْزِيّ رَسُولا من الْخَلِيفَة وَهُوَ بهَا وسافر محيي الدّين إِلَى السُّلْطَان عَلَاء الدّين كيقباد بن غياث الدّين كيخسرو بن قلج أرسلان - صَاحب الرّوم - وَمَعَهُ الْحَافِظ زكي الدّين عبد الْعَظِيم المنفري رَسُولا من جِهَة الْملك الْكَامِل. وفيهَا مَاتَ الْملك الْعَزِيز غياث الدّين مُحَمَّد بن الظَّاهِر غَازِي بن صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب - صَاحب حلب - يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشري شهر ربيع الأول عَن ثَلَاث وَعشْرين سنة وَأشهر وَقَامَ من بعده ابْنه النَّاصِر صَلَاح الدّين أَبُو المظفر يُوسُف وعمره نَحْو السَّبع سِنِين وَقَامَ بتدبير أمره الأميران لُؤْلُؤ الأميني وَعز الدّين عمر بن محلي وَبَينهمَا وَزِير الدولة جمال الدّين الأكرم يُرَاجع السّتْر الرفيع صَفِيَّة خاتون ابْنة الْملك الْعَادِل على لِسَان جمال الدولة إقبال وَحضر الْأَمِير بدر الدّين بدر بن أبي الهيجاء وزين الدّين قَاضِي حلب إِلَى الْملك الْكَامِل بزردية الْعَزِيز وكزا غنده وخوذته ومركوبه فأظهر الْكَامِل الْأَلَم لمَوْته وَقصر فِي إكرامهما وَحلف للناصر وَشرط أَشْيَاء وَأعَاد الرسولين ثمَّ أرسل خلعة للناصر بِغَيْر مركوب وَمَعَهَا عدَّة خلع لِلْأُمَرَاءِ الحلبيين وخلعة للصالح صَلَاح الدّين أَحْمد بن الظَّاهِر غَازِي صَاحب عينتاب فاستوحشت أم الظَّاهِر من أَخِيهَا الْكَامِل وَلم توَافق على لبس أحد من الْأُمَرَاء الْخلْع فَلبس النَّاصِر وَحده خلعة الْكَامِل ورد الرَّسُول الْوَارِد إِلَى الصَّالح صَلَاح الدّين بخلعته. وفيهَا تنكر الْأَشْرَف - صَاحب دمشق - على الْملك الْكَامِل وراسل أهل حلب فوافقوه على منع الْكَامِل من بِلَاد الشَّام ومكاتبة السُّلْطَان عَلَاء الدّين صَاحب الرّوم ليَكُون مَعَهم فانتظمت كلمة مُلُوك الشَّام على مُخَالفَة الْملك الْكَامِل فانزعج الْملك الْكَامِل وَعز ذَلِك عَلَيْهِ وَكَانَ حييّ بلغه الْخَبَر بالإسكندرية فَخرج مِنْهَا لَيْلًا وَسَار إِلَى قلعة الْجَبَل وَشرع فِي تَدْبِير أمره فاتفق موت السُّلْطَان عَلَاء الدّين كيقباد بن غياث الدّين كيخسرو بن قلج أرسلان - ملك الرّوم - وَقيام وَلَده غياث الدّين كيخسرو بن عَلَاء الدّين كيقباد من بعده فِي سَابِع شَوَّال قبل اجتماعه بِالْحَافِظِ زكي الدّين عبد الْعَظِيم الْمُنْذِرِيّ رَسُول السُّلْطَان فَبعث مُلُوك الشَّام رسلهم إِلَى السُّلْطَان
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute