الأَرْض وعَلى الزروع. وَهَلَكت دَوَاب كَثِيرَة بالأرياف من الْبرد وَسَقَطت دور كَثِيرَة بهَا من الأمطار ورؤى الثَّلج على جبل المقطم. شهر صفر أَوله الثُّلَاثَاء: فِي عاشره: قدم شمس الدّين مُحَمَّد الْهَرَوِيّ من الْقُدس متعرضاً بعودة إِلَى الْقَضَاء وَغير ذَلِك من المناصب. وَفِي رَابِع عشره: قدم الْخَبَر بِخُرُوج تنبك البجاسي عَن الطَّاعَة ومحاربته أُمَرَاء دمشق. وَسبب ذَلِك أَنه لما ولي سودن بن عبد الرَّحْمَن نِيَابَة الشَّام تقدّمت الملطفات السُّلْطَانِيَّة إِلَى أُمَرَاء دمشق بِالْقَبْضِ على تنبك البجاسي فَأتوا دَار السَّعَادَة فِي لَيْلَة الجعة رابعه واستدعوه ليقْرَأ عَلَيْهِ كتاب السُّلْطَان فارتاب من ذَلِك وَخرج من بَاب السِّرّ وَقد لبس السِّلَاح فِي جمع من مماليكه. فثار إِلَيْهِ الْأُمَرَاء واقتتلوا مَعَه حَتَّى مضى صدر نَهَار الْجُمُعَة فَانْهَزَمُوا مِنْهُ وتحصن طَائِفَة مِنْهُم بالقلعة وَمضى آخَرُونَ إِلَى سودن بن عبد الرَّحْمَن وَقد نزل على صفد. وَفِي تَاسِع عشره: خلع على نور الدّين السفطي - أحد مباشري دواوين الْأُمَرَاء - وَاسْتقر فِي وكَالَة بَيت المَال بعد موت شرف الدّين يَعْقُوب بن الْجلَال التباني. وَفِي ثَانِي عشرينه: نُودي بِأَن يُمكن النَّاس من طبخ السكر وَبيعه وشرائه وارتفع تحريكه وتضمين بَيْعه فسر النَّاس بذلك. وَقدم الْخَبَر بِأَن الْأَمِير سودن بن عبد الرَّحْمَن لما نزل على صفد تَلقاهُ الْأَمِير مقبل نائبها وَنزل مَعَه على جسر يَعْقُوب. خرج تنبك البجاسي من دمشق بَعْدَمَا تقدم ذكره من محاربة الْأُمَرَاء حَتَّى نزل على الجسر فِي يَوْم الْجُمُعَة حادي عشره وَقد قطع سودن بن عبد الرَّحْمَن الجسر فَبَاتُوا يتحارسون وَأَصْبحُوا يَوْم السبت ثَانِي عشره يترامون نهارهم كُله حَتَّى حجز اللَّيْل بَينهم فَبَاتُوا لَيْلَة الْأَحَد على تعبيتهم. وَأصْبح تنبك يَوْم الْأَحَد ثَالِث عشره راحلاً إِلَى جِهَة الصبيبة فِي انْتِظَار ابْن بِشَارَة أَن يَأْتِيهِ تَقْوِيَة لَهُ فَكتب سودن بذلك إِلَى السُّلْطَان وَركب بِمن مَعَه على جرائد الْخَيل وَترك الأثقال فِي موَاضعهَا مَعَ نَائِب الْقُدس. وسَاق حَتَّى دخل دمشق فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء سادس عشره فَتمكن من القلعة. فللحال أدركهم تنبك وَقد بلغه مَسِيرهمْ فَلَقوهُ عِنْد بَاب الْجَابِيَة وقاتلوه فَثَبت لَهُم مَعَ كثرتهم وَقَاتلهمْ أَشد قتال وَالرَّمْي ينزل عَلَيْهِ من القلعة فتقنطر عَن فرسه لضربة أَصَابَت كتفه حَتَّى خلته فتكاثروا عَلَيْهِ وجروه إِلَى الْقلع وَمَعَهُ نَحْو عشْرين من أَصْحَابه. وَكتب بذلك للسُّلْطَان فَقدم الْكتاب الأول من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute