للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْعِمَاد فخاف أَن يتَّفق عَلَيْهِ مَا اتّفق على أَخِيه وَاجْتمعَ بِالْملكِ الْعَادِل وَالْتزم لَهُ بإحضار الْملك الْجواد إِلَى طَاعَته عصر فسيره الْعَادِل من الْقَاهِرَة ليحضر الْملك الْجواد من دمشق فَأكْرمه الْجواد وَأخذ الْعِمَاد فِي التحدث مَعَه فِي الْمسير إِلَى الْملك الْعَادِل فَسَوف بِهِ وماطله حَتَّى فطن الْعِمَاد بامتناعه فَاحْضُرْ حِينَئِذٍ الْوُلَاة والمشدين والنواب والدواوين بِدِمَشْق وأعمالها وَقَالَ لَهُم: قد عزل السُّلْطَان الْملك الْعَادِل الْجواد عَن نِيَابَة دمشق فَلَا تدفعوا إِلَيْهِ مَالا وَلَا تقبلُوا لَهُ قولا فعز ذَلِك على الْملك الْجواد ووكل بعماد الدّين وسجنه بقلعة دمشق وتقرر الْأَمر بَين الْملك الْجواد وَبَين الْمُجَاهِد صَاحب حمص أَن يَكُونَا يدا وَاحِدَة وَوَافَقَهُمَا الْأَمِير عماد الدّين بن قلج نَائِب الْملك الْجواد بِدِمَشْق فَرَأَوْا أَن أَمرهم لَا يتم إِلَّا قتل الْعِمَاد بن شيخ الشُّيُوخ فبعثوا إِلَى نواب الإسماعيلية فِي ذَلِك ودفعوا إِلَيْهِم مَالا وقربة فسيروا فدائيين قتلاه على بَاب الْجَامِع فِي سادس عشري جُمَادَى الأولى وَأشيع أَنَّهُمَا غَلطا فِي قَتله وَإِنَّمَا كَانَا يُريدَان قتل الْملك الْجواد فَإِنَّهُ كَانَ كثير الشّبَه بِهِ فَبلغ ذَلِك الْملك الْعَادِل فشق عَلَيْهِ. وَفِي الْعشْرين من شَوَّال: ورد الْخَبَر بوصول عَسْكَر الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب صُحْبَة وَلَده الْملك المغيث جلال الدّين عمر إِلَى جينين فَجمع الْملك الْعَادِل وَالْملك النَّاصِر الْأُمَرَاء وتحالفوا على قتال الصَّالح وَخرج النَّاصِر دَاوُد من الْقَاهِرَة فِي تَاسِع ذِي الْقعدَة لقِتَال الصَّالح وجهز الْعَادِل جمَاعَة من الْأُمَرَاء وعدة من العساكر بديار مصرة لتأْخذ دمشق وَقدم الْملك الْعَادِل إِلَى الْملك الْجواد رَسُولا بِكِتَاب فِيهِ أَنه يُعْطه قلعه الشوبك وبلادها وثغر الْإسْكَنْدَريَّة وأعمال الْبحيرَة وقيلوب وَعشر قرى من بِلَاد الجيزة بديار مصر لينزل عَن نِيَابَة السلطة بِدِمَشْق ويحضر إِلَى قلعة الْجَبَل ليعْمَل بِرَأْيهِ فِي أُمُور الدولة فَلَمَّا ورفى ذَلِك أَوْهَمهُ نَائِبه عماد الدّين قلج من أَنه مَتى دخل مصر قبض عَلَيْهِ الْملك الْعَادِل وسلبه أَوْلَاد عماد الدّين بن شيخ الشُّيُوخ بدمه فَامْتنعَ من تَسْلِيم دمشق برز الْملك الْعَادِل من الْقَاهِرَة يُرِيد دمشق يَوْم الثُّلَاثَاء سلخ ذِي الْحجَّة وَنزل بلبيس فخاف الْجواد وَعلم عَجزه عَن مقاومة الْعَادِل فَبعث كَمَال الدّين عمر بن أَحْمد بن هبة الله الْمَشْهُور بِابْن العديم الْعقيلِيّ وَابْن طَلْحَة خطيب جَامع دمشق إِلَى الْملك الصَّالح نجم الدّين أَيُّوب - صَاحب حصن كيفا وديار بكر وغررها من بِلَاد الشرق - يطْلب مِنْهُ أَن يتسلم دمشق ويعرضه عَنْهَا سنجار والرقة وعانة فَوَقع ذَلِك من الْملك الصَّالح أحسن موقع وأجابه إِلَيْهِ وزاده الجديدة وَحلف لَهُ على الْوَفَاء ورتب الْملك الصَّالح ابْنه الْملك الْمُعظم توران شاه على بِلَاد الشرق وألزمه بحصن كيفا وَأقَام نواباً بآمد وديار بكر وَسلم حران والرها وَجَمِيع الْبِلَاد

<<  <  ج: ص:  >  >>