للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثامن عشرينه: أمسك الْأَمِير قطش أحد أُمَرَاء الألوف والأمير جرباش قاشق أَمِير مجْلِس وَحمل قطش فِي الْحَدِيد إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فسجن بهَا وَأخرج الْأَمِير جرباش قاشق الكريمي بِغَيْر قيد إِلَى دمياط. وَفِيه خلع على الْأَمِير أينال الجلالي الأجرود وَاسْتقر فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن الْأَمِير تمراز الدقماقي وأنعم بطبلخاناته على الْأَمِير تمراز الدوادار وَكتب بإحضار الْأَمِير بيبغا المظفري من الْقُدس وَقد نقل إِلَيْهَا من دمياط من نَحْو شهر. وَفِي هَذَا الشَّهْر: انحل سعر الغلال وَقل طالبها وَعز وجود اللَّحْم بالأسواق أَحْيَانًا. شهر ذِي الْقعدَة الْحَرَام أَوله الْجُمُعَة: أهل وأسعار الغلال رخيصة فَأخذت فِي الِارْتفَاع وَعز وجود التِّبْن فَبلغ الْحمل مِائَتي دِرْهَم وَعز وجود اللَّحْم أَيْضا وفقد من الْأَسْوَاق وَصَارَت المماليك تخرج إِلَى الضواحي فِي طلب التِّبْن لخيولها فتأخذ بالعسف على عَادَتهَا فَامْتنعَ النَّاس من جلبه من الأرياف وَلم يقدر عَلَيْهِ أحد بعد ذَلِك فندب السُّلْطَان طَائِفَة من غلمانه لِلْخُرُوجِ إِلَى الأرياف بالجمال السلطانيه وَشِرَاء التِّبْن من النواحي وَأَن يكون بِمِائَة دِرْهَم الْحمل وَتوقف الْجمال المحملة التِّبْن تَحت القلعة وَيُبَاع الْحمل مِنْهُ بِمِائَة وَأَرْبَعين درهما وَمنع المماليك من الْخُرُوج إِلَى الضواحي فِي طلب التِّبْن وَأَن لَا يَشْتَرِي أحد التِّبْن إِلَّا من تَحت القلعة فتمشي الْحَال فِي وجوده. وَفِي هَذِه الْأَيَّام: تعدى سعر الْقَمْح ثَلَاثمِائَة دِرْهَم الأردب والفول مِائَتَيْنِ وَسِتِّينَ وَالشعِير مِائَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وفقدت الغلال من الْغِرَاس مَعَ كثرتها وتوفر زِيَادَة النّيل فَإِنَّهُ بلغ إِلَى يَوْم النوروز - وَهُوَ يَوْم الْأَحَد سَابِع عشره - ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وَأَرْبَعَة عشر إصبعاً. وَهَذَا مِمَّا يستكثر من زِيَادَة النّيل إِلَّا أَن الْأُمَرَاء والأعيان شرهوا فِي الْفَوَائِد وشاركوا من دونهم فِي إدخار الغلال وَغَيرهَا من البضائع رَجَاء الْفَائِدَة فعز وجود الغلال وارتفع سعرها وفقد الْخبز من الْأَسْوَاق أَحْيَانًا وَصَارَت وُلَاة الْأُمُور مَعَ ذَلِك بعيدَة عَن معرفَة طرق الْمصَالح فَإِن غَايَة مقاصدهم إِنَّمَا هِيَ أَخذ المَال على كل وَجه أمكن أَخذه فَلهَذَا اختلت الْأَحْوَال وضاعت الْمصَالح. وَفِي حادي عشرينه: قدم الْأَمِير بيبغا المظفري من الْقُدس وأنعم عَلَيْهِ بإمرة جرباش قاشق وإقطاعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>