للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَمَات الْأَمِير الْكَبِير الأتابك سيف الدّين يشبك الساقي الْأَعْرَج فِي يَوْم السبت ثَالِث جُمَادَى الْآخِرَة. وَهُوَ أحد المماليك الظَّاهِرِيَّة الَّذين خَرجُوا فِي أَيَّام الْفِتَن وَمِمَّنْ لَهُ فِي تِلْكَ الْفِتَن ذكر وَكَانَ أَولا من أَتبَاع نوروز الحافظي فِي قِيَامه بِالشَّام ثمَّ صَار مَعَ الْأَمِير شيخ فَلم يقبل عَلَيْهِ ونفاه إِلَى مَكَّة ثمَّ حمله مِنْهَا إِلَى الْقُدس فَأحْضرهُ الْأَمِير ططر بعد موت الْمُؤَيد شيخ وانعم عَلَيْهِ بإمرة فرقاه السُّلْطَان إِلَى أَن صَار الأتابك وَهُوَ الَّذِي أثار الْفِتْنَة بِمَكَّة حنقا على الشريف حسن بن عجلَان حَتَّى وَقع بهَا مَا وَقع. وَكَانَ يقْرَأ الْقُرْآن ويشدو شَيْئا من الْفِقْه ويؤثر عَنهُ ديانه وعفة إِلَّا عَن المَال فَإِن لَهُ فِي الشُّح والطمع أَخْبَار سَيِّئَة. وَمَات نجم الدّين حُسَيْن بن عبد الله السامري الأَصْل كَاتب السِّرّ وناظر الْجَيْش بِدِمَشْق يَوْم الْأَرْبَعَاء رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة وَكَانَ من سَمُرَة دمشق يعاني كِتَابَة الديونة وخدم عِنْد الْأَمِير بكتمر شلق وَقدم إِلَيْنَا الْقَاهِرَة مَعَه فِي الْأَيَّام الناصرية وَهُوَ بزِي الْمُسلمين فَلَمَّا كَانَت الْأَيَّام الأشرفية جمع لَهُ بَين كِتَابَة السِّرّ وَنظر الْجَيْش بِدِمَشْق وَلم يجتمعا لأحد قبله وطالت أَيَّامه وَكثر مَاله حَتَّى أَتَاهُ حمامه وَلم يشهر بِفضل وَلَا دين. وَمَات شمس الدّين مُحَمَّد بن عبد الدايم بن مُوسَى الْبرمَاوِيّ مدرس الصلاحية بالقدس فِي يَوْم الْخَمِيس ثَانِي عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة وَقد أناف على السِّتين بل قَارب السّبْعين. كَانَ أَبوهُ يُؤَدب الْأَطْفَال فَنَشَأَ ابْنه هَذَا وَطلب الْعلم حَتَّى برع فِي الْفِقْه على مَذْهَب الشَّافِعِي وَفِي الْأُصُول والْحَدِيث والنحو وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ قَلِيلا ثمَّ خرج إِلَى دمشق لضيق حَاله فَأكْرمه قَاضِي الْقُضَاة نجم الدّين عمر بن حجي وَرفع من مِقْدَاره ثمَّ نوه بِهِ لما ولي كِتَابَة السِّرّ بديار مصر. وَولي الصلاحية بالقدس حَتَّى مَاتَ بهَا وَله مصنفات مفيدة. وَمَات بدر الدّين حسن بن أَحْمد بن مُحَمَّد البرديني أحد خلفاء الحكم الشَّافِعِي فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس عشْرين شهر رَجَب وَقد أناف على الثَّمَانِينَ. وَكَانَت فِيهِ عصبية ومحبة لقَضَاء حوائج النَّاس. وَلم يُوصف بِعلم وَلَا دين صحبناه سِنِين ومستراح مِنْهُ. وَمَات الْأَمِير قجقار جقطاي فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ هَذَا. وَهُوَ أحد أُمَرَاء الطبلخاناه الَّذين أنشأهم الْمُؤَيد شيخ وَسَار فِي إقطاعه سيرة جميلَة حَتَّى أَنه عمر الخراب ورفق بالفلاحين فزرع فِي أَيَّامه مَا كَانَ بوراً. وَمَات الْأَمِير جَانِبك ابْن الْأَمِير حُسَيْن ابْن السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون

<<  <  ج: ص:  >  >>