للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَتوجه بعد مُدَّة من عماه إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ووقف عِنْد قبر الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وشكا مَا بِهِ وَبَات تِلْكَ اللَّيْلَة وَأصْبح وَعَيناهُ أحسن مَا كَانَتَا. وَذَلِكَ أَنه رأى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَمسح عَيْنَيْهِ بِيَدِهِ المقدسة فانتبه وَهُوَ يبصر واشتهر ذَلِك عِنْد أهل الْمَدِينَة ثمَّ قدم الْقَاهِرَة فشق ذَلِك على السُّلْطَان وأغضبه واستدعى الَّذين توَلّوا كحله وسمل عَيْنَيْهِ وضربهما. فأقاما عِنْده من أخبرهُ. بمشاهدة الْميل وَقد أحمي فِي النَّار ثمَّ كحل بِهِ فَسَأَلت حدقتاه بحضورهم وَكَذَلِكَ أخبر أهل الْمَدِينَة أَنهم رَأَوْهُ ذَاهِب الحدقتين وَأَنه أصبح عِنْدهم وَهُوَ يبصر وقص عَلَيْهِم رُؤْيَاهُ فَترك حَاله حَتَّى مَاتَ بالطاعون فضم - أعزّك الله - هَذِه إِلَى قَضِيَّة عجلَان بن نعير وَأَخَوَاتهَا وتنبه بهَا لإكرام الله تَعَالَى لآل بَيت نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عساك تقوم لَهُم بِبَعْض مَا يجب من حُقُوقهم إِن وفقك الله لذَلِك. وَمَات الطَّبِيب الْفَاضِل جمال الدّين يُوسُف بن الْبُرْهَان إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن دَاوُد ابْن أبي الْفضل بن أبي الْمَنِيّ بن أبي الْبَيَان الدواداري الإسرائيلي فِي أول شهر رَجَب وَقد أناف على التسعين. وَمَات الْأَمِير الطواشي فَخر الدّين ياقوت مقدم المماليك فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ ثَانِي شهر رَجَب. وَكَانَ حبشِي الْجِنْس وشهرته جميلَة. وَمَات الْأَمِير سيف الدّين يشبك أَخُو السُّلْطَان فِي رَابِع رَجَب وَهُوَ أحد الْأُمَرَاء الألوف وَمَاتَتْ خوند هَاجر ابْنة الْأَمِير منكلي بغا الشمسي فِي رَابِع رَجَب وَأمّهَا خوند فَاطِمَة بنت الْملك الْأَشْرَف شعْبَان بن حُسَيْن بن مُحَمَّد بن قلاوون وَتَزَوجهَا الظَّاهِر برقوق بكرا وحظيت عِنْده حَتَّى مَاتَ. وَهِي آخر نِسَائِهِ موتا وَلم تعقب. وَمَات الشَّيْخ نصر الله بن عبد الله بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل العجمي فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس رَجَب. وَكَانَ قدم الْقَاهِرَة بعد الثَّمَانمِائَة على قدم التَّجْرِيد فصحب الْأُمَرَاء حَتَّى كثر مَاله وَعين لكتابة السِّرّ وَكَانَ يكْتب الْخط الْمَنْسُوب وَيتَكَلَّم فِي علم التصوف على طَريقَة ابْن الْعَرَبِيّ وَله مُشَاركَة فِي فنون وعدة مصنفات. وَمَات فَخر الدّين ماجد ويدعى عبد الله بن السديد أبي الْفَضَائِل بن سناء الْملك الْمَعْرُوف بِابْن المزوق فِي لَيْلَة الْخَمِيس ثَانِي عشر رَجَب. وَولي كِتَابَة السِّرّ وَنظر الْجَيْش فِي الْأَيَّام الناصرية ثمَّ ولي نظر الإصطبل وتعطل بعد ذَلِك مُدَّة. وَمَات الشريف عماد الدّين أَبُو بكر بن إِبْرَاهِيم بن عدنان الْحُسَيْنِي فِي لَيْلَة

<<  <  ج: ص:  >  >>