للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَتَّى دنا من جربة وَكَانَت بَينه وَبَين الفرنج وقْعَة كَاد يُؤْخَذ فِيهَا وَقتل من الْفَرِيقَيْنِ جماعات كَثِيرَة. وَهَذَا الطاغية النشو مَاتَ جده أندريك وَملك بعده ابْنه جوبان بن أندريك بن جوبان. خرج فرناندو بن أرندريك من بلد أشبيلية يُرِيد محاربة القطلان أهل برشلونة - وَقد مَاتَ ملكهم مرَّتَيْنِ فَغَلَبَهُمْ وَملك برشلونة وأعمالها حَتَّى مَاتَ فَملك بعده ابْنه النشو هَذَا. وَفِيه قدم أحد مُلُوك التكرور لِلْحَجِّ فَسَار إِلَى الطّور ليركب الْبَحْر إِلَى مَكَّة فَمَاتَ بِالطورِ وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان السُّلْطَان حُسَيْن بن عَلَاء الدولة بن القان غياث الدّين أَحْمد بن أويس. وَكَانَ قد أقيم بعد أَحْمد بن أويس فِي السلطة بِبَغْدَاد شاه ولد بن شاه زَاده بن أويس ثمَّ قتل بعد سِتَّة أشهر بتدبير زَوجته تندو ابْنة السُّلْطَان حُسَيْن بن أويس وَقَامَت بِالتَّدْبِيرِ ثمَّ خرجت من بَغْدَاد بعد سنة فِرَارًا من شاه مُحَمَّد بن قرا يُوسُف وَنزلت ششتر فِي عدَّة من الْعَسْكَر وَملك شاه مُحَمَّد بَغْدَاد فأقيم مَعَ تندو فِي السلطنة السُّلْطَان مَحْمُود بن شاه ولد فدبرت عَلَيْهِ وقتلته بعد خمس سِنِين وانفردت بمملكة ششتر وملكت الْبَصْرَة بعد حَرْب شَدِيدَة ثمَّ مَاتَت بعد انفرادها بِثَلَاث سِنِين فأقيم ابْنهَا أويس بن شاه ولد وَقَتله أَصْبَهَان بن قرا يُوسُف فِي الْحَرْب بعد سبع سِنِين وأقيم بعده بششتر أَخُوهُ شاه مُحَمَّد بن شاه ولد فَمَاتَ بعد سِتّ سِنِين وَقَامَ من بعده حُسَيْن بن عَلَاء الدولة وَملك الْبَصْرَة وواسط وَعَامة الْعرَاق مَا عدا بَغْدَاد فَإِنَّهَا بيد شاه مُحَمَّد بن قرا يُوسُف. وَلم يزل مُحَاربًا لأصبهان بن قرا يُوسُف حَتَّى نزل عَلَيْهِ أَصْبَهَان وحصره بالحلة مُدَّة سَبْعَة أشهر حَتَّى أَخذه وَقَتله فِي ثَالِث صفر من هَذِه السّنة فانقرضت بمهلكه دولة الأتراك بني أويس من الْعرَاق وَصَارَ عراقا الْعَرَب والعجم بيد اسكندر وشاه مُحَمَّد وأصبهان وَمَات شرف الدّين عِيسَى بن مُحَمَّد بن عِيسَى الأقفهسي الشَّافِعِي أحد نواب الحكم فِي لَيْلَة الْجُمُعَة سادس عشْرين جُمَادَى الْآخِرَة ومولده فِي سنة خمسين وَسَبْعمائة. وبرع فِي الْفِقْه وناب فِي الحكم عَن الْعِمَاد أَحْمد الكركي وَمن بعده من سنة اثْنَيْنِ وَتِسْعين وَكَانَ كثير الاستحضار للفروع.

<<  <  ج: ص:  >  >>