نُزُوله من الْخدمَة السُّلْطَانِيَّة بالقلعة إِلَى جِهَة بَيته ليوقعوا بِهِ فتخلص مِنْهُم من غير سوء هَذَا والقاضى زين الدّين عبد الباسط من المماليك فِي عناء شَدِيد. وَقدم الْخَبَر بِأَن الْعَسْكَر الْمُجَرّد لما قصد مَدِينَة آقشهر تلقاهم سُلْطَان أَحْمد بن قليج أرسلان صَاحب تلى صَار وَقد رغب فِي الطَّاعَة السُّلْطَانِيَّة وَسَار مَعَهم حَتَّى نازلوا مَدِينَة أقشهر فِي أول ذى الْحجَّة فهرب متملكها حسن الأيتاقى فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء ثَانِيه إِلَى قلعة برداش فَملك الْعَسْكَر الْمَدِينَة وقلعتها وقبضوا على عدَّة من أعيانها وبعثوا بسُلْطَان أَحْمد بن قليج أرسلان على عَسْكَر فَملك قلعتي فَارس وتمشلى فأقروه على نِيَابَة السلطة بهما. وَسَارُوا لمحاصرة حسن بقلعة برداش ففر مِنْهَا إِلَى قلعة بزطلش فَنزل من الْعَسْكَر عَلَيْهَا حَتَّى أَخذهَا فِي ثامن عشره الْأَمِير قرقماس أَمِير سلَاح بعد أَن قَاتل أَهلهَا بضعَة عشر يَوْمًا. ثمَّ هدمها حَتَّى سوى بهَا الأَرْض وَقد فر مِنْهَا حسن أيتافى. ثمَّ سَار الْأَمِير قرقماس. مِمَّن مَعَه مَعَ بَقِيَّة العساكر يُرِيدُونَ أرزنكان فَقدم عَلَيْهِم الْأَمِير مرزا إِبْنِ الْأَمِير يَعْقُوب ابْن الْأَمِير قرايلك رَسُولا من أَبِيه يَعْقُوب صَاحب أرزنكان وكماخ وَقد خرج عَن أرزنكان وَنزل كماخ وَقدم مَعَ مرزا زَوْجَة أَبِيه وعدة من الْقُضَاة والأعيان بأرزنكان يسْأَلُون الْعَفو عَن الْأَمِير يَعْقُوب وإعفائه من قدومه إِلَيْهِم وَأَن يُجهز لنيابة السلطنة بأرزنكان الْأَمِير جهان كير ابْن الْأَمِير نَاصِر الدّين على باك بن قرايلوك فأجيبوا إِلَى ذَلِك كُله وخلع على الْأَمِير مرزا وَدفع إِلَيْهِ خلعة لِأَبِيهِ الْأَمِير يَعْقُوب وَفرس بقماش ذهب. وأعيد وصحبته الْأَمِير جهان كير وَقد خلع عَلَيْهِ بنيابة أرزنكان. وَسَارُوا وَقد جهز إِلَى أرزنكان بالأمير سودون النوروزى دوادار نَائِب حلب وَمَعَهُ نَائِب دوركى ونائب بهنسنى فتسلموا أرزنكان بِلَا مَانع وَأَقَامُوا بهَا. ثمَّ توجه القَاضِي معِين الدّين عبد اللطف ابْن القَاضِي شمسْ الدّين الْأَشْقَر كَاتب السِّرّ بحلب حَتَّى حلف أهل أرزنكان بِالْإِقَامَةِ على طَاعَة السُّلْطَان ثمَّ سَارَتْ العساكر من أقشنهر فِي ثَانِي عشرينه حَتَّى نزلت على أرزنكان وعسكروا هُنَاكَ فَخرج إِلَيْهِم أَهلهَا وَبَاعُوا عَلَيْهِم مَا أَرَادوا مِنْهُم وَفتحت أَبْوَاب الْمَدِينَة والعساكر يدْخل مِنْهَا الْمَدِينَة من أَرَادَ ذَلِك من غير ضَرَر وَلَا نهب وإستمروا على ذَلِك إِلَى آخر الشَّهْر.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute