المستقر دوادار حلب وجرح خلق كثير وَقبض على مُحَمَّد بن الْأَمِير قانصوه وعَلى الْأَمِير تنم العلاى والأمير خاير بك القوامي والأمير يبرم صوفي فِي جمَاعَة وَقد حَال بَينهم اللَّيْل فَلَمَّا أَصْبحُوا يَوْم الْخَمِيس ورد الْخَبَر عَلَيْهِم من دمشق بِالْقَبْضِ على أينالً الجكمى من قَرْيَة حرستا وَقد إختفى بهَا فِي مزرعة وَمَعَهُ نفر يسير وَذَلِكَ أَن رجلا فطن بِهِ فَدلَّ عَلَيْهِ نَائِب القلعة فَبعث فِي طلبه جمَاعَة طرقوه فدافع عَن نَفسه حَتَّى طعن فِي جنبه وَدمِي فِي وَجهه فَأخذ وَجِيء بِهِ على فرسه وَقد وقف من العي فَلم يصل إِلَى القلعة إِلَّا بعد الْعَصْر وَالنَّاس فِي جموع كَثِيرَة لرُؤْيَته فسجن مُقَيّدا فِي القلعه وَدخل الْأَمِير أقبغا التمرازي نَائِب الشَّام إِلَى دمشق أَوَائِل نَهَار الْجُمُعَة ثالثه فِي العساكر وهم بسلاحهم فَنزل دَار السَّعَادَة بِغَيْر ممانع. وفى هَذَا الْيَوْم: قتل بِدِمَشْق مُحَمَّد الْمَعْرُوف ببلبان شيخ كرك نوح وَولده مُحَمَّد الخرباني وَكَانَ من خَبره أَنه قدم بجموعه نصْرَة لعساكر السُّلْطَان فَلم يصل حَتَّى إنقضت الْوَقْعَة فَدخل فِي خدمَة النَّائِب حَتَّى عبر دَار السَّعَادَة وتفرق الْأُمَرَاء وَغَيرهم فِي مَنَازِلهمْ فَتوجه بلبان فِيمَن توجه حَتَّى كَانَ عِنْد الْمصلى والعامة قد مَلَأت الطرقات فصاح بِهِ وبمن مَعَه من العشير جمَاعَة من أراذل عَامَّة دمشق قائلين أَبَا بكر أَبَا بكر يكررون ذَلِك مرَارًا يُرِيدُونَ نكاية بلبان وجماعته فَإِنَّهُم يرْمونَ بِأَنَّهُم رفضة. فَلَمَّا كثر ذَلِك من الْعَامَّة أَخذ بعض العشير يضْرب وَاحِدًا مِنْهُم فَوَثَبُوا بِهِ وألقوه عَن فرسه ليقتلوه فإجتمع أَصْحَابه ليخلصوه من الْعَامَّة وقاتلوهم فبادروا وذبحوا ذَلِك البائس وتناولوا الْحِجَارَة يرْمونَ بهَا بلبان وَقَومه وَوَضَعُوا أَيْديهم فَقتلُوا بلبان وإبنه وجماعته وهم خَمْسمِائَة أَو يزِيدُونَ بِغَيْر سَبَب وَلَا أَمر سُلْطَان وَلَا حَاكم فَلم ينتطح فِي قَتلهمْ عنزان وَلَا تحرّك لَهُم إثنان وَفِي هَذِه الْأَيَّام: رسم بعقوبة الْأَمِير جكم خَال الْعَزِيز فِي سجنه بالإسكندرية حَتَّى يعْتَرف. بمتحصل الْعَزِيز فِي أَيَّام أَبِيه من إقطاعه وَمن حماياته ومستأجراته وَمن الْهَدَايَا والتقادم الَّتِي كَانَت تَأتيه فأجابهم عَن ذَلِك ورسم بعقوبة الْأَمِير يخشي بك بالسجن أَيْضا وَذَلِكَ أَنه لما كَانَ فِي التجريدة بِبِلَاد الصَّعِيد أَيَّام الْأَشْرَف ضبط عَلَيْهِ أَنه سبّ بعض من يَدعِي أَنه شريفًا فَلَمَّا مَاتَ الْأَشْرَف وَأنزل بالأشرفية من القلعة كَمَا تقدم أَرَادوا أَن يدعوا على يخشي بك عِنْد القَاضِي الْمَالِكِي بِأَنَّهُ سبّ أَبَا الشريف ليريق دَمه
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute