إِبْرَاهِيم صَاحب حمص حَتَّى مَال إِلَيْهِ وَاتفقَ أَيْضا مَعَ الحلبيين على محاربة الخوارزمية فَخرج الْملك الصَّالح نجم الدّين من الْقَاهِرَة بعساكر مصر وَنزل العباسة فوافاه بهَا رسل الْخَلِيفَة وهما الْملك مُحَمَّد ابْن وَجه السَّبع وجمال الدّين عبد الرَّحْمَن بن محيي الدّين أبي مُحَمَّد يُوسُف بن الْجَوْزِيّ فِي آخر شَوَّال ومعهما التَّقْلِيد والتشريف الْأسود: وَهُوَ عِمَامَة سَوْدَاء وجبة وطوق ذهب وَفرس بمركوب بحلية ذهب فنصب الْمِنْبَر وَصعد عَلَيْهِ جمال الدّين عبد الرَّحْمَن محيي الدّين بن الْجَوْزِيّ الرَّسُول وَقَرَأَ التَّقْلِيد بالدهليز السلطاني وَالسُّلْطَان قَائِم على قَدَمَيْهِ حَتَّى فرغ من الْقِرَاءَة ثمَّ ركب السُّلْطَان بالتشريف الخليفتي فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَكَانَ قد حضر أَيْضا من عِنْد الْخَلِيفَة تشريف باسم الصاحب معِين الدّين بن شيخ الشُّيُوخ فَوجدَ أَنه قد مَاتَ فَأمر السُّلْطَان أَن يفاض على أَخِيه الْأَمِير فَخر الدّين يُوسُف بن شيخ الشُّيُوخ فلبسه. فَلَمَّا بلغ الخوارزمية مسير السُّلْطَان من مصر ومسير الْملك الْمَنْصُور إِبْرَاهِيم صَاحب حمص بعساكر حلب رحلوا عَن دمشق يُرِيدُونَ لِقَاء الْمَنْصُور. فَوجدَ أهل دمشق برحيلهم فرجا ووصلت إِلَيْهِم الْميرَة وانحل السّعر.