للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الَّذين تخطفهم الْعَرَب سِتَّة وَثَلَاثُونَ أَسِيرًا مِنْهُم فارسان وَفِي خَامِس شهر ربيع الآخر وصل سَبْعَة وَثَلَاثُونَ أَسِيرًا وَفِي سابعه وصل اثْنَان وَعِشْرُونَ أَسِيرًا وَفِي سادس عشره وصل خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ أَسِيرًا مِنْهُم ثَلَاثَة من الخيالة. وَلما بلغ أهل دمشق أَخذ الفرنج لمدينة دمياط سَارُوا مِنْهَا وَأخذُوا صيداء من الفرنج بعد حِصَار وقتال فورد الْخَبَر بذلك لخمس بَقينَ من شهر ربيع الآخر فسر النَّاس بذلك. هَذَا والأسرى من الفرنج تصل فِي كل قَلِيل إِلَى الْقَاهِرَة وَوصل فِي ثامن عشر جُمَادَى الأولى خَمْسُونَ أَسِيرًا. وَمَعَ ذَلِك وَالْمَرَض يتزايد بالسلطان وَقواهُ خطّ حَتَّى وَقع بِأَمْر الْأَطِبَّاء من برئه وَأما النَّاصِر دَاوُد صَاحب الكرك فَإِنَّهُ لما ضَاقَتْ بِهِ الْأُمُور اسْتخْلف ابْنه الْملك الْمُعظم شرف الدّين عِيسَى وَأخذ مَعَه جواهره وَسَار فِي الْبر إِلَى حلب مستجيراً بِالْملكِ النَّاصِر يُوسُف بن الْملك الْعَزِيز فأنزله وأكرمه وسير النَّاصِر بجواهره إِلَى الْخَلِيفَة المستعصم بِاللَّه لتَكون عِنْده وَدِيعَة فَقبض الْخَلِيفَة ذَلِك وسير إِلَيْهِ الْخط بِقَبْضِهِ وَأَرَادَ النَّاصِر بذلك أَن يكون الْجَوْهَر فِي مأمن فَإِذا احْتَاجَ إِلَيْهِ طلبه وَكَانَت قِيمَته مَا ينيف على مائَة ألف دِينَار. فحنق ولدا النَّاصِر - وهما الْملك الظَّاهِر شادي وَالْملك الأمجد حسن - على أَبِيهِمَا لكَونه قدم عَلَيْهِمَا الْمُعظم وقبضا على الْمُعظم واستوليا على الكرك وَأقَام الْملك - الظَّاهِر شادي وَهُوَ أسن اخوته - بالكرك وَسَار الْملك الأمجد حسن إِلَى الْملك الصَّالح نجم الدّين فوصل إِلَى الْعَسْكَر بالمنصورة يَوْم السبت لتسْع مضين من جُمَادَى الْآخِرَة وبشره بِأَنَّهُ هُوَ وَأَخُوهُ الظَّاهِر أخذا الكرك لَهُ وَسَأَلَهُ فِي خبز بديار مصر يقوم بهما. فَأكْرمه السُّلْطَان وَأَعْطَاهُ مَالا كثيرا وسير الطواشي بدر الدّين الصوابي إِلَى الكرك نَائِبا بهَا وبالشوبك فتسلمها بدر الدّين وسير أَوْلَاد النَّاصِر دَاوُد جَمِيعهم وأخويه الْملك القاهر عبد الْملك وَالْملك المغيث عبد الْعَزِيز

<<  <  ج: ص:  >  >>