للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَلما حلف الْأُمَرَاء والأجناد واستقرت الْقَاعِدَة ندب الْأَمِير حسام الدّين - مُحَمَّد بن أبي عَليّ للْكَلَام مَعَ الْملك ريدافرنس فِي تَسْلِيم فِي دمياط فَجرى بَينه وَبَين الْملك مفاوضات ومحاورات ومراجعات آلت إِلَى أَن وَقع الِاتِّفَاق على تَسْلِيمهَا من الفرنج وَأَن يخلى عَنهُ ليذْهب إِلَى بِلَاده بَعْدَمَا يُؤَدِّي نصف مَا عَلَيْهِ من المَال الْمُقَرّر. فَبعث الْملك ريدافرذس إِلَى من بهَا من الفرنج يَأْمُرهُم بتسليمها فَأَبَوا وعاودهم مرَارًا إِلَى أَن دخل الْعلم الإسلامي إِلَيْهَا فِي يَوْم الْجُمُعَة لثلاث مضين من صفر وَرفع على السُّور وأعلن بِكَلِمَة الْإِسْلَام وَشَهَادَة الْحق. فَكَانَت مُدَّة اسْتِيلَاء الفرنج عَلَيْهَا أحد عشر شهرا وَتِسْعَة أَيَّام. وَأَفْرج عَن الْملك ريدافرنس بَعْدَمَا فدى نَفسه بأربعمائة ألف دِينَار وَأَفْرج عَن أَخِيه وَزَوجته وَمن بَقِي من أَصْحَابه وَسَائِر الأسرى الَّذين بِمصْر والقاهرة مِمَّن أسر فِي هَذِه الْوَاقِعَة وَمن أَيَّام الْعَادِل والكامل والصالح وَكَانَت عدتهمْ اثْنَي عشر ألف أَسِير وَمِائَة أَسِير وَعشر أُسَارَى وَسَارُوا إِلَى الْبر الغربي ثمَّ ركبُوا الْبَحْر فِي يَوْم السبت تاليه وأقلعوا إِلَى جِهَة عكا. فَقَالَ الصاحب جمال الدّين بن مطروح فِي ذَلِك: قل للفرنسيس إِذا جِئْته مقَال نصح من قؤول فصيح آجرك الله على مَا جرى من قتل عباد يسوع الْمَسِيح أتيت مصرا تبتغي ملكهَا تحسب أَن الزمر يَا طبل ريح فساقك الْحُسَيْن إِلَى أدهم ضَاقَ بِهِ عَن ناظرتك الفسيح وكل أَصْحَابك أودعتهم بِحسن تدبيرك بطن الصَّرِيح سَبْعُونَ ألفا لَا يرى مِنْهُم إِلَّا قَتِيل أَو أَسِير جريح إِن يكن الْبَاب بذا رَاضِيا فَرب غش قد أَتَى من نصيح فاتخذوه كَاهِنًا إِنَّه أنصح من شقّ لكم أَو سطيح وَقل لَهُم إِن أزمعوا عودة لأخذ ثأر أَو لفعل قَبِيح دَار ابْن لُقْمَان على حَالهَا والقيد بَاقٍ والطواشي صبيح وَاتفقَ أَن الفرنسيس هَذَا بعد خلاصه من أَيدي الْمُسلمين عزم على الْحَرَكَة إِلَى تونس من بِلَاد أفريقية لما كَانَ فِيهَا من المجاعة والموتان. وَأرْسل يستنفر مُلُوك النَّصَارَى وَبعث إِلَى البابة خَليفَة الْمَسِيح بزعمهم. فَكتب البابة إِلَى مُلُوك النَّصَارَى بِالْمَسِيرِ مَعَه وَأطلق يَده فِي أَمْوَال الْكَنَائِس يَأْخُذ مِنْهَا مَا شَاءَ. فَأَتَاهُ من الْمُلُوك

<<  <  ج: ص:  >  >>