للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْملك الْمَنْصُور نور الدّين عَليّ بن الْملك الْمعز أيبك أَقَامَهُ أُمَرَاء الدولة سُلْطَانا بقلعة الْجَبَل يَوْم الْخَمِيس سادس عشري شهر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة وعمره خمس عشرَة سنة تَقْرِيبًا وحلفوا لَهُ واستحلفوا الْعَسْكَر ماخلا الْأَمِير عز الدّين أيبك الْحلَبِي الْمَعْرُوف بأبيك الْكَبِير فَإِنَّهُ توقف وَأَرَادَ الْأَمر لنَفسِهِ ثمَّ وَافق خوفًا على نَفسه. فَركب الْأَمِير قطز - هُوَ والأمراء - وَقبض على الْأَمِير سنجر الْحلَبِي يَوْم الْجُمُعَة عَاشر ربيع الآخر واعتقله فَركب الْأَمِير أيبك الْحلَبِي الْكَبِير فِي الْأُمَرَاء الصالحية فَلم توفق وتقنطر عَن فرسه خَارج بَاب زويلة فَأدْخل إِلَى الْقَاهِرَة مَيتا. وأقيم الْأَمِير سيف الدّين قطز نَائِب السلطة على عَادَته وَصَارَ مُدبر الدولة الْملك الْمَنْصُور عَليّ. وأقيم الْأَمِير فَارس الدّين أقطاي المستعرب الصَّالِحِي أتابك العساكر عوضا عَن الْأَمِير علم الدّين سنجر الْحلَبِي وَاسْتمرّ الوزرة شرف الدّين الفائزي على عَادَته فَنقل عَنهُ الْأَمِير سَابق الدّين بوزيا الصَّيْرَفِي والأمير نَاصِر الدّين مُحَمَّد بن الأطروش الْكرْدِي أَمِير جاندار أَنه قَالَ: المملكة مَا تمشى بالصبيان والرأي أَن يكون الْملك النَّاصِر. فتوهمت أم الْمَنْصُور من أَنه يُرْسل إِلَى الْملك النَّاصِر وقبضت عَلَيْهِ وأدخلته إِلَى الدّور وَأخذ خطة بِمِائَة ألف دِينَار. وَاسْتقر فِي الوزارة بعده قَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين يُوسُف بن الْحسن السنجاري مُضَافا إِلَى الْقَضَاء وَقد أُعِيد إِلَيْهِ. وأحيط بأموال الفائزي وَقبض على جمَاعَة بِسَبَبِهِ. ثمَّ إِن السنجاري استعفى من الوزارة وَتركهَا فِي ربيع الآخر فتقلد الوزارة قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب بن خلف العلائي الْمَعْرُوف بِابْن بنت الْأَعَز بعد السنجاري. وَفِي لَيْلَة الْخَامِس عشر من جُمَادَى الْآخِرَة: خسف الْقَمَر بحمرة شَدِيدَة وأصبحت الشَّمْس حَمْرَاء فأقامت كَذَلِك أَيَّامًا وَهِي ضَعِيفَة اللَّوْن متغيرة. وفيهَا بلغ البحرية الَّذين كَانُوا بِبِلَاد السلاجقة الرّوم موت الْملك الْمعز فَسَارُوا فِي الْبر وَالْبَحْر ووصلوا إِلَى الْقَاهِرَة. فَلم تطل مدتهم حَتَّى كَرهُوا الْمَنْصُور بن الْمعز لِكَثْرَة لعبه بالحمام ومناقرته بالديوك ومعالجته بِالْحِجَارَةِ وركوبه الْحمير الفرء فِي القلعة ومناطحته بالكباش.

<<  <  ج: ص:  >  >>