سنة سبع وَخمسين وسِتمِائَة فِيهَا نَازل التتار ماردين فَلم ينالوا مِنْهَا شَيْئا فرحلوا عَنْهَا إِلَى ميافارقين وحاصروا أَهلهَا وفيهَا خرج الْملك المغيث من الكرك بعساكره يُرِيد دمشق فَخرج الْملك النَّاصِر من دمشق إِلَى محاربته ولقيه بأريحا وحاربه فَانْهَزَمَ المغيث إِلَى الكرك. وَسَار النَّاصِر إِلَى الْقُدس فَأَقَامَ بعد أَيَّامًا ثمَّ رَحل إِلَى زيراء فخيم على بركتها. وَأقَام هُنَاكَ مُدَّة سِتَّة أشهر وَالرسل تَتَرَدَّد بَينه وَبَين المغيث إِلَى أَن وَقع الِاتِّفَاق بَينهمَا على أَن النَّاصِر يتسلم الطَّائِفَة من المغيث البحرية جَمِيعهم وَأَن المغيث يبعد عَنهُ الشهرزورية صَارَت الشهرزورية من بِلَاد الكرك إِلَى الْأَعْمَال الساحلية. وسير الْأَمِير ركن الدّين بيبرس البندقداري إِلَى الْملك النَّاصِر يلْتَمس مِنْهُ الْأمان فَحلف لَهُ وَحضر ركن الدّين بيبرس إِلَيْهِ على بركَة زيزاء وَمَعَهُ بدر الدّين بيسري وإيتمش المَسْعُودِيّ وطيبرس الوزيري وبلباي الرُّومِي الدوادار وأقوش الرُّومِي ولاحين الدرفيل الدوادار وكشتغدي المشرف وأيدغمش الشيخي وأيبك الشيخي وبلبان المهراني وخاص ترك الْكَبِير وسنجر المَسْعُودِيّ وأياز الناصري وسنجر الهمامي وأيبك العلائي وطمان الشقيري ولاجين الشقيري وسلطان الإلدكزي وبلبان الإقسيسي وَعز الدّين بيبرس. فَأكْرمه الْملك النَّاصِر وأقطعه نصف نابلس وجينين وأعمالها بِمِائَة وَعشْرين فَارِسًا. وَبعث المغيث سَائِر البحرية إِلَى الْملك النَّاصِر فَرَحل عَن زيزاء إِلَى دمشق وَقبض على البحرية واعتقلهم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute