بالحاكم بِأَمْر الله إِلَى دمشق وَخرج يُرِيد مصر يَوْم الْخَمِيس سادس عشريه فوصل إِلَى ظَاهر الْقَاهِرَة فِي سَابِع عشري شهر ربيع الأول فاحتفل السُّلْطَان للقائه وأنزله فِي البرج الْكَبِير دَاخل قلعة الْجَبَل ورتب لَهُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ. وَفِي نصف رَجَب: قدم جمَاعَة من البغاددة مماليك الْخَلِيفَة المستعصم الَّذين تَأَخَّرُوا بالعراق بعد قتل الْخَلِيفَة ومقدمهم الْأَمِير سيف الدّين سلار. فأكرمهم السُّلْطَان وَأعْطى الْأَمِير سلار إمرة خمسين فِي الشَّام وَنصف مَدِينَة نابلس ثمَّ نَقله إِلَى إمرة طبلخاناه بِمصْر. وفيهَا أطلق السُّلْطَان الْأَمِير سيف الدّين قلج الْبَغْدَادِيّ المستنصري من الاعتقال وَكَانَ قد اعتقله فَمن عَلَيْهِ وَأذن لَهُ فِي لعب الكرة مَعَه. وَفِي شعْبَان: قدم الْأَمِير سيف الدّين الكرزي وَالْقَاضِي أصيل الدّين خواجا إِمَام من عِنْد الأنبرو ملك الفرنج بكتابه. ثمَّ قدم رَسُوله بهدية وَمَعَهُ نفران من البحرية فاعتقلا بقلعة الجزيرة تجاه مصر. وَقدم الْأَمِير شرف الدّين الجاكي والشريف عماد الدّين الهاكي من عِنْد صَاحب الرّوم وَهُوَ السُّلْطَان عز الدّين كيكاوس بن كيخسرو ومعهما رسل الْمَذْكُور وهما الْأَمِير نَاصِر الدّين نصر الله بن كوح رسْلَان أَمِير حَاجِب والصدر صدر الدّين الأخلاطي وَكتابه المتضمن أَنه نزل عَن نصف بِلَاده للسُّلْطَان وسير دروجاً فِيهَا علائم بِمَا يقطع من الْبِلَاد لمن يختاره السُّلْطَان ويؤمره وَسَأَلَ أَن يكْتب لَهُ السُّلْطَان منشوراً قرين منشوره. فأكرمهم السُّلْطَان وَشرع فِي تجهيز جَيش نجدة لصَاحب الرّوم وَأمر بِكِتَابَة المناشير. وَعين السُّلْطَان الْأَمِير نَاصِر الدّين أعلمش السِّلَاح دَار الصَّالِحِي لتقديمه الْعَسْكَر وَمَعَهُ ثَلَاثمِائَة فَارس وأقطعه إقطاعاً بِبِلَاد الرّوم مِنْهُ آمد بلادها.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute