للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْقَاهِرَة وَعمل لَهُم دَعْوَة عَظِيمَة هُنَاكَ وَبعث إِلَيْهِم الْخلْع والخيول وَالْأَمْوَال. وَأمر السُّلْطَان أكابرهم وَنزل باقيهم فِي جملَة البحرية وَكَانُوا مِائَتي فَارس بِأَهَالِيِهِمْ فحسنت حَالهم ودخلوا فِي الْإِسْلَام. وَكتب السُّلْطَان إِلَى الْملك بركَة كتابا وسيره مَعَ الْفَقِيه مجد الدّين والأمير سيف الدّين كسريك. وفيهَا سَار صندغون مقدم التتار إِلَى الْموصل وَنصب عَلَيْهَا خَمْسَة وَعشْرين منجنيقاً وَلم يكن بهَا سلَاح وَلَا قوت فَاشْتَدَّ الغلاء. وحاصرها صندغون حَتَّى خرج إِلَيْهِ الْملك الصَّالح إِسْمَاعِيل بن الْملك الرَّحِيم بدر الدّين لُؤْلُؤ الأتابكي فِي يَوْم الْجُمُعَة النّصْف من شعْبَان فَقبض عَلَيْهِ وعَلى من مَعَه. وَوَقع التخريب فِي سور الْمَدِينَة وَقد اطْمَأَن أَهلهَا ثمَّ اقتحموها وَوَضَعُوا السَّيْف فِي النَّاس تِسْعَة أَيَّام ووسطوا عَلَاء الدّين ابْن الْملك الصَّالح ونهبوا الْمَدِينَة وَقتلُوا الرِّجَال وأسروا النِّسَاء والذرية وهدموا المباني وتركوها بَلَاقِع ورحلوا بِالْملكِ الصَّالح إِسْمَاعِيل ثمَّ قَتَلُوهُ وهم فِي طريقهم إِلَى هولاكو. وفيهَا خرج الْأَمِير شمس الدّين أقوش البرلي من حلب نجدة للْملك الصَّالح فأدركه التتار بسنجار وواقعوه فَانْهَزَمَ مِنْهُم إِلَى البيرة فِي رَابِع عشر جُمَادَى الْآخِرَة. ثمَّ اسْتَأْذن الْأَمِير شمس الدّين السُّلْطَان فِي العبور إِلَى مصر فَأذن لَهُ وَسَار إِلَى الْقَاهِرَة فَدَخلَهَا أول ذِي الْقعدَة فأنعم عَلَيْهِ السُّلْطَان وأقطعه إمرة سبعين فَارِسًا. وَولى السُّلْطَان بعده نِيَابَة حلب الْأَمِير عز الدّين أيدمر الشهابي فواقع أهل سيس وَأخذ مِنْهُم جمَاعَة وبعثهم إِلَى مصر فوسطوا. وفيهَا وَفد على السُّلْطَان بعيد كسرة الْمُسْتَنْصر شُيُوخ عبَادَة وخفاجة من هيت والأنبار إِلَى الْحلَّة والكوفة وَكَبِيرهمْ خضر بن بدران بن مقلد بن سُلَيْمَان بن مهارش الْعَبَّادِيّ وشهري بن أَحْمد الخفاجي ومقبل بن سَالم وَعَيَّاش بن حَدِيثَة ووشاح وَغَيرهم. فأنعم السُّلْطَان عَلَيْهِم وَكَانُوا لَهُ عينا على التتار. الْخَلِيفَة أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمُسْتَنْصر بِاللَّه أَبُو الْقَاسِم أَحْمد بن الظَّاهِر بِاللَّه أبي نصر مُحَمَّد ابْن النَّاصِر لدين الله أبي الْعَبَّاس أَحْمد العباسي قَتِيلا فِي المعركة قَرِيبا من هيت. وَتُوفِّي شيخ الْإِسْلَام عز الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الْعَزِيز بن عبد السَّلَام بن أبي الْقَاسِم ابْن الْحسن الْمُهَذّب السلبي الشَّافِعِي عَن اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ سنة فِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>