للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنة ثَالِث وَسِتِّينَ وسِتمِائَة فِي الْمحرم توجه الْملك الظَّاهِر من قلعة الْجَبَل إِلَى الصَّيْد فَأَقَامَ برسيم ثمَّ صَار إِلَى العباسية وَرمي البندق وادعي لَهُ جمَاعَة مِنْهُم الْأَمِير فَخر الدّين عُثْمَان ابْن الْملك المغيث صَاحب الكرك. فورد الْخَبَر بنزول التتر على البيرة فَجهز السُّلْطَان من فوره الْأَمِير بدر الدّين الخازندار على الْبَرِيد ليخرج أَرْبَعَة آلَاف فَارس من بِلَاد الشَّام. وَركب السُّلْطَان من مَوْضِعه وسَاق إِلَى القلعة وَكَانَت الْخُيُول على الرّبيع فَلم يقم بقلعة الْجَبَل بعد عوده من الصَّيْد غير لَيْلَة. وَعين الْأَمِير عز الدّين إيغان الْمَعْرُوف بِسم الْمَوْت لتقدمة العساكر وَمَعَهُ من الْأُمَرَاء فَخر الدّين الْحِمصِي والأمير بدر الدّين بيليك الأيدمري والأمير عَلَاء الدّين كشتغاي الشمسي وعدة من الْأُمَرَاء وَالْحَلقَة تبلغ أَرْبَعَة آلَاف فَارس فَخَرجُوا من الْقَاهِرَة جرائد فِي رَابِع شهر ربيع الأول. ثمَّ عين الْأَمِير جمال الدّين المحمدي والأمير جمال الدّين أيدغدي الحاجي ومعهما أَرْبَعَة آلَاف أُخْرَى فبرزوا ثَانِي يَوْم خُرُوج الْأَمِير عز الدّين إيغان إِلَى ظَاهر الْقَاهِرَة وَسَارُوا فِي عاشره. وَفِي يَوْم السبت رَابِع ربيع الآخر: شرع السُّلْطَان فِي السّفر وَخرج بِنَفسِهِ فِي خَامِس شهر ربيع الآخر وَمَعَهُ عَسَاكِر كَثِيرَة فَوَقع فنَاء فِي الدَّوَابّ هلك مِنْهَا عدد كثير وَصَارَت الْأَمْوَال مطروحة وَالسُّلْطَان لَا يقصر فِي الْمسير. فَلَمَّا شكي إِلَيْهِ قلَّة الظّهْر قَالَ: مَا أَنا فِي قيد الْجمال أَنا فِي قيد نصْرَة الْإِسْلَام. وَنزل السُّلْطَان غَزَّة فِي الْعشْرين مِنْهُ فورد الْخَبَر بِأَن الْعَدو نصب على البيرة سَبْعَة عشر منجنيقا فكتم ذَلِك وَلم يعلم بِهِ سوي الْأَمِير شمس الدّين سنقر الرُّومِي والأمير سيف الدّين قلاوون فَقَط. وَكتب السُّلْطَان للأمير إيغان: مَتى لم تدركوا قلعة البيرة وَإِلَّا سقت إِلَيْهَا بنفسي جَرِيدَة فساق الْأَمِير إيغان الْعَسْكَر ورحل السُّلْطَان من غَزَّة وَنزل قَرِيبا من صيداء فَركب للصَّيْد فتقطر عَن فرسه وتهشم وَجهه فتجلد ورحل وَأَتَاهُ قسطلان يافا بتقادم. وَنزل السُّلْطَان بيبني فِي سادس عشريه فورد الْبَرِيد من دمشق وَهُوَ فِي الْحمام

<<  <  ج: ص:  >  >>