للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أخرجهَا من تَحت ثِيَابه وطعنه فِي حلقه. فَأمْسك الْأَمِير بِيَدِهِ فجرحها ورفسه بِرجلِهِ ونام على ظَهره فَوَقع المجرم وَقصد أَن يضْرب الْأَمِير ضَرْبَة أُخْرَى أَو يضْرب الصاحب فَرَجَعت السكين فِي فؤاد الْأَمِير صارم الدّين المَسْعُودِيّ فَمَاتَ من سَاعَته فَقَامَ الْأَمِير فَخر الدّين وَالِي الجيزة وَقبض عَلَيْهِ ورماه فَوَقع على قَاضِي الْقُضَاة وأخذته السيوف حَتَّى هلك. وَحمل الْأَمِير عز الدّين الْحلِيّ إِلَى دَاره بالقلعة وَحضر المزينون إِلَيْهِ فوجدوا الْجرْح بَين البلعوم والمنحر وَكَانَ الَّذِي ضربه جندار بِهِ شُعْبَة من جُنُون وتعاطي أكل السمنة فقوي جنه وَكتب بِهَذَا الْحَادِث إِلَى السُّلْطَان فوافاه الْخَبَر وَهُوَ رَاجع من أفامية فشق عَلَيْهِ ذَلِك وَقَالَ: وَالله يهون على موت وَلَدي بركَة وَلَا يَمُوت الْحلِيّ. فَقَالَ لَهُ الأتابك: يَا خوند وَالله طيبت قُلُوبنَا إِذا كنت تشْتَهي لَو فديت غُلَاما من غلمانك بولدك وَولي عَهْدك. ثمَّ ورد الْخَبَر بعافية الْحلِيّ مَعَ مَمْلُوكه فَخلع عَلَيْهِ السُّلْطَان وَأَعْطَاهُ ألف دِينَار وَأعْطِي رَفِيقه ثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم نقرة وَأحسن إِلَى وَرَثَة الصارم المَسْعُودِيّ. وَأما الْملك الْمَنْصُور وَمن مَعَه فَإِنَّهُم سَارُوا إِلَى حصن دير بساك ودخلوا الدربند وَقد بني التكفور هيتوم بن قسطنطين بن باساك ملك الأرمن على رُءُوس الْجبَال أبراجا وَهُوَ الَّذِي تزهد فِيمَا بعد وَترك الْملك لوَلَده ليفون فاستعد ووقف فِي عسكره فعندما التقى الْفَرِيقَانِ أسر ليفون ابْن ملك سيس وَقتل أَخُوهُ وَعَمه وَانْهَزَمَ عَمه الآخر وَقتل ابْنه الآخر وتمزق الْبَاقِي من الْمُلُوك وَكَانُوا اثْنَي عُضْو ملكا وَقتلت أبطالهم وجنودهم. وَركب الْعَسْكَر أقفيتهم وَهُوَ يقتل ويأسر وَيحرق وَأخذ الْعَسْكَر قلعة حَصِينَة للديوية فقتلت الرِّجَال وسبيت النِّسَاء وَفرقت على الْعَسْكَر وَحرقت القلعة بِمَا فِيهَا من الحواصل. ودخلوا سيس فأخرجوها وَجعلُوا عاليها سافلها وَأَقَامُوا أَيَّامًا يحرقون وَيقْتلُونَ وَيَأْسِرُونَ. وَسَار الْأَمِير أوغان إِلَى جِهَة الرّوم والأمير قلاوون إِلَى المصيصة وأذنة وأياس وطرسوس فَقتلُوا وأسروا وهدموا عدَّة قلاع وحرقوا هَذَا وَصَاحب حماة مُقيم بسيس ثمَّ عَادوا إِلَيْهِ وَقد اجْتمع مَعَهم من الْغَنَائِم مَا لَا يعد وَلَا يُحْصى حَتَّى أبيع رَأس الْبَقر بِدِرْهَمَيْنِ وَلم يُوجد من يَشْتَرِيهِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>