للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا مَاتَ السُّلْطَان الْعَادِل نور الدّين مَحْمُود بن زنكي فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر شَوَّال بعلة الخوانيق وَكَانَ قد تجهز لأخذ مصر من صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وَقد خطب لَهُ بِالشَّام ومصر والحرمين واليمن. وَقَامَ من بعده ابْنه الصَّالح إِسْمَاعِيل وعمره إِحْدَى عشرَة سنة فَخَطب لَهُ السُّلْطَان صَلَاح الدّين بِمصْر وَضرب السِّكَّة باسمه وفيهَا نزل أسطول الفرنج بصقلية على ثغر الْإسْكَنْدَريَّة لأَرْبَع بَقينَ من ذِي الْحجَّة بَغْتَة وَكَانَ الَّذِي جهز هَذَا الأسطول غليالم بن غليالم بن رجار متملك صقلية ولي ملك صقلية بعد أَبِيه فِي سنة سِتِّينَ وَخَمْسمِائة وَهُوَ صَغِير كفلته أمه وَتَوَلَّى التَّدْبِير خَادِم اسْمه باتر مُدَّة سنة ثمَّ فر إِلَى السَّيِّد أبي يَعْقُوب يُوسُف بن عبد الْمُؤمن صَاحب الْبِلَاد المغربية. ثمَّ استبد غليا لم بتدبير ملكه واحتفل فِي سنة إِحْدَى وَسبعين بعمارة هَذَا الأسطول فَاجْتمع لَهُ مَا لم يجْتَمع لجده رجار وَحمل فِي الطرائد ألف فَارس. وَقدم على الأسطول رجلا من دولته يُسمى أكيم موذقة وَقصد الْإسْكَنْدَريَّة وَمَات غليالم فِي سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة. وَلما أرسى هَذَا الأسطول على الْبر أنزلوا من طرائدهم ألفا وَخَمْسمِائة فرس وَكَانَت عدتهمْ ثَلَاثِينَ ألف مقَاتل مَا بَين فَارس وراجل وعدة طرائدهم سِتا وَثَلَاثِينَ طريدة تحمل الْخَيل ومائتي شيني فِي كل شيني مائَة وَخَمْسُونَ رجلا وعدة السفن الَّتِي تحمل آلَات الْحَرْب والحصار سِتّ سفن وللتى تحمل الأزواد وَالرِّجَال أَرْبَعِينَ مركبا فَكَانُوا نَحْو الْخمسين ألف راجل. ونزلوا على الْبر مِمَّا يَلِي المنارة وحملوا على الْمُسلمين حَتَّى أوصلوهم إِلَى السمور وَقتل من الْمُسلمين سَبْعَة. وزحفت مراكب الفرنجة إِلَى الميناء وَكَانَ بهَا مراكب الْمُسلمين فَغَرقُوا مِنْهَا. وغلبوا على الْبر وخيموا بهَا فَأصْبح لَهُم على الْبر ثَلَاثمِائَة خيمة وزحفوا لحصار الْبَلَد ونصبوا ثَلَاث دبابات بكباشها وَثَلَاثَة مجانيق كبارًا تضرب بحجارة سود عَظِيمَة. وَكَانَ السُّلْطَان عَليّ فاقوس فَبَلغهُ الْخَبَر ثَالِث يَوْم نزُول الفرنجة فشرع فِي تجهيز العساكر والقتال الرَّمْي بالمجانيق مُسْتَمر. فوصلت العساكر وَفتحت الْأَبْوَاب

<<  <  ج: ص:  >  >>