فضل بن ربيعَة وَكَانَت وَفَاته فِي تَاسِع ربيع الأول فاستقر فِي إمرة الْعَرَب ابْنه حسام الدّين مهنا بن عِيسَى. وَفِي هَذِه السّنة: نجزت عمَارَة المارستان الْكَبِير المنصوري والمدرسة والقبة. وَفِي النّصْف من ذِي الْحجَّة: توجه السُّلْطَان إِلَى دمشق. وَفِي هَذِه السّنة: سرح الْملك الصَّالح على وَمَعَهُ أَخُوهُ خَلِيل إِلَى العباسة ومعهما الْأَمِير بيبرس الفارقاني وَإِلَيْهِ يَوْمئِذٍ أَمر رُمَاة البندق فأقاموا أَيَّامًا فِي الصَّيْد وَمَعَهُمْ جمَاعَة كَثِيرَة من الرُّمَاة. فصرع الصَّالح طيراً خطته الرُّمَاة وصرع أَخُوهُ خَلِيل بعده طيراً آخر. فَبعث الفارقاني يبشر السُّلْطَان بذلك ويستأذنه لمن يَدعِي فِي الرَّمْي الْملك الصَّاع فرسم أَن يَدعِي للمنصور صَاحب حماة. فسفر طير الصَّاع إِلَى حماة وَمَعَهُ هَدِيَّة سنية وَكتاب السُّلْطَان وَكتاب ابْنه الصَّالح. فَخلع الْمَنْصُور على البريدي القادم بذلك وَوضع الطير على رَأسه وَبعث هَدِيَّة فِيهَا عشرَة أنداب بندق ذهب كل ندب خمس بندقات زنة كل بندقة عشرَة دَنَانِير وَعِشْرُونَ ندب فضَّة زنة البندقة مائَة دِرْهَم وبدلة حَرِير غيار زركش فِيهَا ألف دِينَار وحياصة مكللة وجراوة زركش فِيهَا البندق الْمَذْكُور وَعِشْرُونَ قوسا وعدة تحف بلغت قيمَة ذَلِك ثَلَاثِينَ ألف دِينَار. وفيهَا كَانَت حَرْب بِمَكَّة سَببهَا أَن أَبَا نمي بلغه توجه الْعَسْكَر فَلم يخرج إِلَى لِقَاء الْحَاج وَبعث قواده فَقَط فَلم يرض الباشقردي إِلَّا بِحُضُورِهِ واستعد للحرب وَقد وقف أَبُو نمي. بِمن مَعَه ليمنع من دُخُول مَكَّة وروموا بِالْحِجَارَةِ فَرَمَاهُمْ التّرْك بالنشاب وأحرق الْبَاب وَدخل الْعَسْكَر. فَقَامَ الْبُرْهَان خضر السنجاري حَتَّى أخمد الْفِتْنَة وحملت خلعة أبي نمي إِلَيْهِ وَقضي النَّاس حجهم. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان صَاحب حماة الْملك الْمَنْصُور مُحَمَّد ابْن المظفر مَحْمُود بن الْمَنْصُور مُحَمَّد ابْن المظفر عمر بن شاهنشاه بن أَيُّوب بن شادي عَن إِحْدَى خمسين سنة. وَمَات الْأَمِير عيسي بن مهنا بن مَانع بن حَدِيثَة بن عضبة بن فضل بن الْبيعَة بعد عشْرين سنة من إمارته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute