الْأَمِير عز الدّين أيدمر وَإِلَى قوص بدمقلة وَمَعَهُ من رسم لَهُم من المماليك والجند وَالرِّجَال وَأَن يحضر الْأَمِير علم الدّين بِبَقِيَّة الْعَسْكَر. وجهز من قلعة الْجَبَل سعد ابْن أُخْت دَاوُد ليَكُون مَعَ الْأَمِير أيدمر لخبرته بالبلاد وَفِيه اسْتَقر زين الدّين بن رَشِيق فِي قَضَاء الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن زين الدّين بن الْمُنِير. وَفِي سَابِع عشره وَهُوَ خَامِس عشر بؤونة من أشهر القبط: أَخذ قاع النّيل بمقياس الرَّوْضَة فَكَانَ أَرْبَعَة أَذْرع وَسِتَّة وَعشْرين أصبعا. فِيهِ فوضت حسبَة دمشق لشرف الدّين أَحْمد بن عِيسَى السيرحي. وَفِي تَاسِع رَجَب: وصل الْأَمِير علم الدّين سنجر المسروري من بِلَاد النّوبَة بِبَقِيَّة الْعَسْكَر المخلف بدمقلة مَعَ عز الدّين أيدمر وَوصل مَعَه مُلُوك النّوبَة وَنِسَاؤُهُمْ وتيجانهم وعدة أسرِي كَثِيرَة فَكَانَ يَوْمًا مشهودا. وَفرق السُّلْطَان الأسري على الْأُمَرَاء وَغَيرهم فتهاداهم النَّاس وبيعوا بِالثّمن الْيَسِير لكثرتهم. وخلع على الْأَمِير علم الدّين وَعمل مهمندارا عوضا عَن الْأَمِير شرف الدّين الجاكي بِحكم استقراره فِي ولَايَة الْإسْكَنْدَريَّة عوضا عَن حسام الدّين بن شمس الدّين ابْن باخل بِحكم عَزله وَالْقَبْض عَلَيْهِ ومصادرته. وَأما النّوبَة فَإِنَّهُ عامون ملكهَا رَجَعَ بعد خُرُوج الْعَسْكَر إِلَى دمقلة وَحَارب من بهَا وَهَزَمَهُمْ وفر مِنْهُ الْملك وجرتس والعسكر الْمُجَرّد وَسَارُوا إِلَى الْقَاهِرَة فَغَضب السُّلْطَان وَأمر بتجهيز الْعَسْكَر لغزو النّوبَة. وَفِي يَوْم الْأَحَد خَامِس عشره: خرج السُّلْطَان مبرزا بِظَاهِر الْقَاهِرَة يُرِيد الشَّام فَركب مَعَه ابْنه الْملك الصَّالح وَحضر السماط ثمَّ عَاد الصَّالح إِلَى قلعة الْجَبَل آخر النَّهَار فَتحَرك عَلَيْهِ فُؤَاده فِي اللَّيْل وَكثر إسهاله الدموي وأفرط فَعَاد السُّلْطَان لعيادته فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثامن عشره وَلم يفد فِيهِ العلاج فَعَاد السُّلْطَان إِلَى الدهليز من يَوْمه فَأَتَاهُ الْخَبَر بِشدَّة مرض الْملك الصَّالح فَعَاد إِلَى القلعة. وصعدت الخزائن فِي يَوْم الثُّلَاثَاء أول شعْبَان وطلعت السناجق والطلب فِي يَوْم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute