وفيهَا كملت عمَارَة قلعة حلب وَكَانَ الْأَمِير قرا سنقر نَائِب حلب قد شرع فِي عمَارَة حلب فأحكم بنيانها وأدار سورها وَأقَام شَعَائِر جَامعهَا وَكَانَ لَهَا مُنْذُ خربها هولاكو ثَلَاث وَثَلَاثِينَ سنة خراباه وَوَقع الشُّرُوع فِي عمَارَة دمشق من شَوَّال فبنيت بهَا الأدر السُّلْطَانِيَّة والطارمة والقبة الزَّرْقَاء وَتُوفِّي ذَلِك الْأَمِير علم الدّين سنجر الشجاعي وَبَالغ فِي تحسينها فَكَانَت جملَة مَا عمل فِي سقوفها أَرْبَعَة آلَاف مِثْقَال ذهب. وفيهَا لم يحجّ الشريف أَبُو نمي خوفًا من المصريين. وَفِي شهر ربيع الأول مِنْهَا: مَاتَ ملك الططر بِفَارِس وَهُوَ أرغون بن أبغا بن هولاكو بن طلو بن جنكزخان وَملك بعده أَخُوهُ كيختو بن أبغا وَترك أرغون وَلدين وهما قازان وخربندا وَكَانَا بخراسان فأفحش كيختو فِي الْفسق بنسوان الْمغل واللواط بولدانهم حَتَّى أبغضته رَعيته وفيهَا مَاتَ قَتِيلا تلابغا بن منكوتمر بن طوغان قَتله نغيه بن معل بن ططر بن دوشي خَان بن جنكزخان. وَقَامَ بعده فِي الْملك طقطغا بن منكوتمر بن طوخان وَهُوَ ابْن عَم تلابغا فرتب نغيه إخْوَة طقطغا مَعَه وهم بزلك وصراي بغا وتدان. وَمَات فِي هَذِه السّنة من الْأَعْيَان السُّلْطَان الْملك الْعَادِل سلامش بن الظَّاهِر بيبرس بِبَلَد اسطنبول عَن اثْنَتَيْنِ وَعشْرين سنة وَمَات القان أرغون بن أبغا بن هولاكو بن طلوي بن جنكزخان ملك التتار بِفَارِس فِي ربيع الأول عَن نَحْو سبع سِنِين من ملكه وَقَامَ من بعده أَخُوهُ كيختو بن أبغا. وَتُوفِّي تَاج الدّين أَبُو مُحَمَّد عبد الرَّحْمَن بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع الْفَزارِيّ الشَّافِعِي فَقِيه الشَّام عَن سِتّ وَسِتِّينَ سنة بِدِمَشْق.