للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من قلعة الكرك وتوالت الأمطار والسيول حَتَّى خربَتْ طواحين العوجاء وتكسرت أحجارها وَوجد فِي السَّيْل أحد عشر أسداً موتِي وزلزلت أَيْضا الْبِلَاد الساحلية فانهدمت عدَّة أَمَاكِن فَلَمَّا ورد الْخَبَر بذلك خرج الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي الشجاعي من فِي دمشق لعمارة مَا تهدم بمرسوم شرِيف. وَورد كتاب الْأَمِير عز الدّين أيبك الرُّومِي من قلعة الْمُسلمين بِطَلَب ثَلَاثِينَ سراقوجا حَتَّى إِذا وَجه لكشف أَخْبَار الْعَدو لبسهَا من يَبْعَثهُ فَلَا يعرف من هم. وَفِيه عبي السُّلْطَان برسم الْأَمِير حسام الدّين مهنا بن عيسي ملك الْعَرَب تعبئة قماش حَرِير بِسَبَب زواج ابْنَته وَأمر بِعَمَل تعبئة لوالدته أَيْضا وجهز ذَلِك على يَد حَاجِبه من الخزانة. ورسم السُّلْطَان بِبِنَاء بِئْر فِي الْعَريش وَأخرج لَهَا عدَّة من الغواصين فَلَمَّا تمّ بناؤها ركب عَلَيْهَا ساقية. وَفِيه قتل عَلَاء الدّين البريدي وَإِلَى الأشمونين نَفسه فاستقر عوضه بكتمر الموسكي. وَقبض على الْأَمِير عز الدّين أزدمر العلائي أحد أُمَرَاء دمشق وَحمل إِلَى الْقَاهِرَة فَقدم أول ربيع الأول. وَفِيه رسم بتجهيز العساكر إِلَى دمشق فَسَار بهَا الْأَمِير بيدرا ثمَّ سَار الْوَزير بالخزائن. وَركب السُّلْطَان على الهجن فِي أول جُمَادَى الأولى وَمَعَهُ جمَاعه من أمرائه وخواصه وَسَار إِلَى الكرك من غير الدَّرْب الَّذِي يسْلك مِنْهُ إِلَى الشَّام فرتب أحوالها. وَتوجه إِلَى دمشق فَقَدمهَا فِي تَاسِع جُمَادَى الْآخِرَة بعد وُصُول الْأَمِير بيدرا والوزير بِثَلَاثَة أَيَّام فَأمر بالتجهيز إِلَى بهسنا وَأَخذهَا من الأرمن أهل سيس. فَقدم رسل سيس يطْلبُونَ الْعَفو فاتفق الْحَال مَعَهم على تَسْلِيم بهسنا ومرعش وتل حمدون فَسَار الْأَمِير طوغان وَإِلَى الْبر بِدِمَشْق مَعَهم ليتسلما وَقدم الْبَرِيد إِلَى دمشق بتسليمها فِي أول رَجَب فدقت البشائر.

<<  <  ج: ص:  >  >>