للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة إِحْدَى وَسبعين وَخَمْسمِائة وفيهَا سَار شرف الدّين قراقوش أحد أَصْحَاب تَقِيّ الدّين عمر إِلَى بِلَاد الْمغرب س حادي عشر محرم فِي جَيش فَأخذ من صَاحب أوجلة عشْرين ألف دِينَار فرقها فِي أَصْحَابه وَعشرَة آلَاف دِينَار لنَفسِهِ وَسَار مِنْهَا إِلَى غَيرهَا ثمَّ بلغه موت صَاحب أوجلة فَعَاد إِلَيْهَا وحاصر أَهلهَا وَقد امْتَنعُوا عَلَيْهِ حَتَّى أَخذهَا عنْوَة وَقتل من أَهلهَا سَبْعمِائة رجل وغنم مِنْهَا غنيمَة عَظِيمَة وَعَاد إِلَى مصر. وفيهَا تجهز الحلبيون لقِتَال صَلَاح الدّين فاستدعى عَسَاكِر مصر فَلَمَّا وافته بِدِمَشْق فِي شعْبَان سَار فِي أول رَمَضَان فَلَقِيَهُمْ فِي عَاشر شَوَّال. وَكَانَت بَينهمَا وقْعَة تَأَخّر فِيهَا السُّلْطَان سيف الدّين غَازِي صَاحب الْموصل فَظن النَّاس أَنَّهَا هزيمَة فَوَلَّتْ عساكرهم وتبعهم صَلَاح الدّين مهلك مِنْهُم جمَاعَة كَثْرَة وَملك خيمة غَازِي وَأسر عَالما عَظِيما واحتوى على أَمْوَال وذخائر وفرش وأطعمة وتحف تجل عَن الْوَصْف. وَقدم عَلَيْهِ أَخُوهُ الْملك الْمُعظم شمس الدولة تورانشاه بن أَيُّوب من الْيمن فَأعْطَاهُ سرادق السُّلْطَان غَازِي بِمَا فِيهِ من الْفرش والآلات وَفرق الإسطبلات والخزائن على من مَعَه وخلع على الأسرى وأطلقهم. وَلحق سيف الدّين غَازِي بِمن مَعَه فالتجأوا جَمِيعًا لحلب ثمَّ سَار إِلَى الْموصل وَهُوَ لَا يصدق أَنه ينجو وَظن أَن صَلَاح الدّين يعبر الْفُرَات ويقصده بالموصل. ورحل صَلَاح الدّين وَنزل على حلب فِي رَابِع عشر شَوَّال فَأَقَامَ عَلَيْهَا إِلَى تَاسِع عشره ورحل إِلَى بزاعة وَقَاتل أهل الْحصن حَتَّى تسلمه. وَسَار إِلَى منبج فَنزل عَلَيْهَا يَوْم الْخَمِيس رَابِع عشريه وَلم يزل يحاصرها أَيَّامًا حَتَّى ملكهَا واخذ من حصنها ثَلَاثمِائَة ألف دِينَار وَمن الْفضة والآنية والأسلحة مَا يناهز ألفي ألف دِينَار. ورحل إِلَى عزاز وحاصرها من يَوْم السبت رَابِع ذِي الْقعدَة إِلَى حادي عشر ذِي الْحجَّة فتسلمها وَأقَام فِيهَا من يَثِق بِهِ وَعَاد إِلَى حلب.

<<  <  ج: ص:  >  >>