واقتتلوا فَتقدم تكلان العادلي فَضَربهُ الْأَمِير لاجين فِي وَجهه ضَرْبَة أخذت مِنْهُ جانباً كَبِيرا وجرح تكلان فرس لاجين وَقتل الْأَمِير بدر الدّين بكتوت الْأَزْرَق العادلي فِي خيمته وَقتل الْأَمِير سيف الدّين بتخاص العادلي وَقد فر إِلَى الدهليز فأدركوه بِبَاب الدهليز فَقَتَلُوهُ وجرحوا عدَّة من المماليك العادلية. فَلم يثبت الْعَادِل وَخرج من ظهر الدهليز وَركب فرس النّوبَة ببغلطاق صدر وَعبر على قنطرة العوجاء يُرِيد دمشق من غير أَن يفْطن بِهِ أحد وَلم يُدْرِكهُ سوي خَمْسَة من مماليكه. وهجم لاجين على الدهليز فَلم يجد الْعَادِل وبلغه أَنه فر فساق خَلفه فَلم يُدْرِكهُ وَرجع إِلَى الدهليز فَلَمَّا عاينه الْأُمَرَاء ترجلوا لَهُ وَمَشوا فِي ركابه حَتَّى نزل. فَكَانَت مُدَّة كتبغا مُنْذُ جلس على التخت بقلعة الْجَبَل فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء حادي عشر الْمحرم سنة أَربع وَتِسْعين وسِتمِائَة وَإِلَى أَن فَارق الدهليز بِمَنْزِلَة العوجاء فِي يَوْم الثُّلَاثَاء سَابِع عشري الْمحرم سنة سِتّ السُّلْطَان حسام الدّين لاجين السُّلْطَان الْملك الْمَنْصُور حسام الدّين لاجين المنصووي الْمَعْرُوف بالصغير كَانَ أَولا من جملَة مماليك الْملك الْمَنْصُور عَليّ بن الْملك الْمعز أيبك فَلَمَّا خلع اشْتَرَاهُ الْأَمِير سيف الدّين قلاوون وَهُوَ أَمِير بسبعمائة وَخمسين درهما من غير مَالك شَرْعِي فَلَمَّا تبين لَهُ أَنه من مماليك الْمَنْصُور اشْتَرَاهُ مرّة ثَانِيَة بِحكم بيع قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين عبد الْوَهَّاب ابْن بنت الْأَعَز لَهُ عَن الْمَنْصُور وَهُوَ غَائِب بِبِلَاد الأشكري. وَعرف حِين بَيْعه بشقير فربي عِنْد قلاوون وَقيل لَهُ لاجين الصَّغِير وترقى فِي خدمته من الأوشاقية إِلَى السِّلَاح دارية. ثمَّ أمره قلاوون واستنابه بِدِمَشْق لما ملك وَهُوَ لَا يعرف إِلَّا بلاجين الصَّغِير فَشَكَرت سيرته فِي النِّيَابَة وأحبته الرّعية لعفته عَمَّا فِي أَيْديهم فَلَمَّا ملك الْأَشْرَف خَلِيل بن قلاوون قبض عَلَيْهِ وعزله عَن نِيَابَة دمشق ثمَّ أفرج عَنهُ وولاه إمرة السِّلَاح دَار كَمَا كَانَ قبل استنابته على دمشق. ثمَّ بلغه أَن الْأَشْرَف يُرِيد الْقَبْض عَلَيْهِ ثَانِيًا ففر من دَاره بِدِمَشْق فَقبض عَلَيْهِ وَحمل إِلَى قلعة الْجَبَل وَأمر بخنقه قُدَّام السُّلْطَان. ثمَّ نجا من الْقَتْل بشفاعة الْأَمِير بدر الدّين بيدرا وأعيد إِلَى الْخدمَة على عَادَته واشترك مَعَ بيدرا فِي قتل الْأَشْرَف خَلِيل كَمَا تقدم ذكره. ثمَّ اختفى خَبره
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute