سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وَدخلت سنة سِتّ وَسبعين وَخَمْسمِائة وفيهَا سَار السُّلْطَان إِلَى حَرْب عز الدّين قلج أرسلان بن مَسْعُود بن قلج أرسلان السلجوقي صَاحب قونية وَعَاد بِغَيْر قتال فَدخل دمشق أول شهر رَجَب. وفيهَا مَاتَ السُّلْطَان سيف الدّين غَازِي بن السُّلْطَان قطب الدّين مودود بن عماد الدّين زنكي بن أقسنقر صَاحب الْموصل فِي ثَالِث صفر وَجلسَ أَخُوهُ عز الدّين مَسْعُود مَكَانَهُ فَكتب السُّلْطَان صَلَاح الدّين إِلَى الْخَلِيفَة النَّاصِر يسْأَل أَن يُفَوض إِلَيْهِ فوصل شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين أَبُو الْقَاسِم عبد الرَّحْمَن وشهاب الدّين بشير الْخَاص بالتفويض والتقليد والتشريف فِي رَجَب فَتَلقاهُمْ السُّلْطَان وترجل لَهُم ونزلوا لَهُ وبلغوه سَلام الْخَلِيفَة فَقبل الأَرْض وَدخل دمشق بِالْخلْعِ وَأعَاد الْجَواب مَعَ بشير وصحبته ضِيَاء الدّين الشهرزورى. وَسَار السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الأرمن لقمع ملكهم فأوغل فِيهَا وأطاعه ملكهم ثمَّ عَاد بَعْدَمَا وصل إِلَى بهسنا وأحرق حصنا وَخَرَّبَهُ وَخرج من دمشق يُرِيد مصر فِي ثامن عشر رَجَب وَمَعَهُ شيخ الشُّيُوخ صدر الدّين فوصل إِلَى الْقَاهِرَة ثَالِث عشر شعْبَان وَخرج شيخ الشُّيُوخ إِلَى مَكَّة فِي الْبَحْر وَعَاد مِنْهَا إِلَى بَغْدَاد. وفيهَا مَاتَ الْحَافِظ أَبُو الطَّاهِر أَحْمد بن مُحَمَّد بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن سلفة السلَفِي فِي يَوْم الْجُمُعَة خَامِس ربيع الآخر بالإسكندرية عَن نَحْو مائَة سنة. وَمَات الْملك الْمُعظم شمس الدولة تورانشاه بن أَيُّوب بن شادي فِي خَامِس صفر بالإسكندرية وَحمل إِلَى دمشق فَدفن بهَا. وفيهَا ولدت امْرَأَة غرابا. وفيهَا كَانَ قاع النّيل ثَلَاثَة أَذْرع وَعشْرين إصبعا وَبَلغت الزِّيَادَة سِتَّة عشرَة ذِرَاعا وثلثي ذِرَاع.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute