وفيهَا وَقع موتان فِي الْخُيُول بِبِلَاد الشَّام فَمَاتَ من حلب ودمشق نَحْو الثَّمَانِينَ ألف فرس وَفَشَا الموتان فِي خُيُول مصر أَيْضا فَهَلَك كثير مِنْهَا. وَوَقع بِبِلَاد السَّاحِل جَراد كثير وفيهَا ارْتَفَعت أسعار الغلال بِمصْر وَبلغ الأردب الْقَمْح أَرْبَعِينَ درهما لتقاصر زِيَادَة النّيل ثمَّ انحط السّعر عَن قَلِيل وأبيع بِخَمْسَة وَعشْرين درهما. وفيهَا سَار الْأَمِير بدر الدّين جنغلي بن شمس الدّين البابا أحد مقدمي التتار وافداً إِلَى الْأَبْوَاب السُّلْطَانِيَّة بأَهْله وَأَتْبَاعه فَلَمَّا قدم الْبَرِيد بمسيره كتب إِلَى نَائِب حلب فَتَلقاهُ وَبَالغ فِي إكرامه وتلقاه نَائِب دمشق وَدخل بِهِ فِي حادي عشر ذِي الْقعدَة. ومازالت الإقامات تتلقاه حَتَّى قدم إِلَى الْقَاهِرَة فَخرج الْأَمِير بيبرس الجاشنكير إِلَى لِقَائِه وَمَعَهُ الْأُمَرَاء إِلَى قبَّة النَّصْر وَصعد بِهِ إِلَى أَن قبل الأَرْض بَين يَدي السُّلْطَان فِي ثَالِث ذِي الْحجَّة وَأنزل فِي دَار بقلعة الْجَبَل. وفيهَا أخرج الْأَمِير بهاء الدّين قراقوش الظَّاهِرِيّ على إمرة بصفد وأنعم على جنغلي بإمرته - وهى طبلخاناه وَكتب لَهُ بِزِيَادَة مائَة ألف دِرْهَم. ثمَّ نقل إِلَى إمرة مائَة وأنعم على أَمِير على من ألزامه بإمرة عشرَة وعَلى نيروز من ألزامه بتقدمة ألف وَبعث الْأُمَرَاء إِلَيْهِ بالهدايا. وفيهَا قدم رَسُول ملك الفرنج الريدراكون البرشلوني بهدية جليلة الْقدر للسُّلْطَان وللأمراء وَسَأَلَ فتح كنائس النَّصَارَى فَأُجِيب إِلَى ذَلِك وَفتحت كَنِيسَة اليعاقبة بحارة زويلة وكنيسة الملكيين بالبندقانيين. وجهز جَوَابه مَعَ فَخر الدّين عُثْمَان أستادار الْأَمِير عز الدّين الأفرم فاقترض نَحْو السِّتين ألف دِرْهَم وَبَالغ فِي التجمل. فَلَمَّا كَانَ وَقت السّفر دفع الرُّسُل ملطفاً من ملكهم إِلَى السُّلْطَان يسْأَل فِي فك رجل مِمَّن أسر بِجَزِيرَة أرواد فأفرج عَنهُ وَسَار مَعَهم إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة فَبعث بعض الأسرى يعرف السُّلْطَان بِأَن: هَذَا الَّذِي أفرج عَنهُ ابْن ملك كَبِير وَلَو أردتم فِيهِ مركبا ملآن بِالذَّهَب لحمله إِلَيْكُم فِي فكه فَكتب برده فَعَاد من الْإسْكَنْدَريَّة وَقيد على مَا كَانَ. وَركب الرُّسُل الْبَحْر حَتَّى إِذا أبعدوا عَن الْإسْكَنْدَريَّة أنزلوا الْأَمِير فَخر الدّين عُثْمَان فِي قَارب وأمروه بِالْعودِ وَأخذُوا كل مَا مَعَه. فَأَلْقَاهُ الرّيح على سَاحل الْإسْكَنْدَريَّة وَحمل إِلَى مصر فَشَكا إِلَى الْأُمَرَاء أَن الَّذِي أَخذ لَهُ دين عَلَيْهِ فَلم يلْتَفت أحد إِلَيْهِ وَكتب إِلَى الْإسْكَنْدَريَّة بإيقاع الحوطة على من يرد من فرنج برشلونة. وفيهَا كملت عمَارَة الْمدرسَة الناصرية بَين القصرين. وفيهَا نقل السُّلْطَان أمه من التربة الْمُجَاورَة للمشهد النفيسي إِلَى التربة الناصرية بَين
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute