للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وسلار فتألما وبكيا ودخلا بِهِ إِلَى السُّلْطَان فَأَعَادَ نَاصِر الدّين مُحَمَّد لَهُ الرسَالَة بِحُضُور الْأُمَرَاء فَأُجِيب وَكتب المسموح وَنَصه: رسم بِالْأَمر الشريف شرفه الله وعظمه أَن يسامح الْمقر العالي المولوي الأميري البدري بكتاش الفخري الصَّالِحِي أَمِير سلَاح بِجَمِيعِ مَا عَلَيْهِ من تفَاوت الإقطاعات الْمُنْتَقل إِلَيْهَا والمنتقل عَنْهَا من غير طلب تفَاوت وَلَا تقاو وَلَا مَا يخص الدِّيوَان الشريف من هلالي وخراجى وَغَيره مُسَامَحَة وانعاماً عَلَيْهِ لما سلف لَهُ من الْخدمَة وتقادم الْهِجْرَة مُسَامَحَة لَا رد فِيهَا وَلَا رُجُوع عَنْهَا بِحَيْثُ لَا يُطَالب بشئ قل وَلَا جلّ لما مضى من الزَّمَان وَإِلَى يَوْم تَارِيخه لنزوله عَن إقطاعه حسب سُؤَاله وَتوجه إِلَيْهِ الْأَمِير شمس الدّين سنقر الكمالي الْحَاجِب والأمير بدر الدّين مُحَمَّد بن الوزيرى بذلك. وَسبق وَلَده وَدخل عَلَيْهِ وَمَعَهُ بكتمر أستاداره وحدثاه فِي أَنه قد ضعف عَن الْحَرَكَة وَأَن الإقطاع يستكثر عَلَيْهِ فَقَالَ: أَرْجُو أَن يمن الله بالعافية وَأَن أَمُوت على ظهر فرسي فِي الْجِهَاد فذكرا لَهُ مَا يتخوفانه بعد مَوته من المغرم فَلم يلْتَفت لكلامهما. وَقدم الْحَاجِب وَابْن الوزيري بالمسموح فقاله لَهما: لَا تطيلا فِي الْكَلَام فَإِنَّهُ اخْتَلَط وَفَسَد عقله فدخلا وعرفاه مَا قَالَه عَنهُ وَلَده من طلب الإعفاء من الْخدمَة فَإِنَّهُ نزل عَن الإقطاع وقدما لَهُ المسموح وبلغاه سَلام السُّلْطَان والأمراء وَأَنه لم يفعل هَذَا إِلَّا حسب سُؤَاله وَقد رتب لَهُ خَمْسَة آلَاف دِرْهَم فِي الشَّهْر. فَغَضب عِنْد ذَلِك وَقَالَ: قطع السُّلْطَان خبزي قَالَا: نعم {وعرفاه مَا كَانَ من وَلَده فَالْتَفت إِلَيْهِ وَقَالَ: أَنْت سَأَلت فِي ذَلِك قَالَ: نعم} فَسَبهُ وَقَالَ للأميرين: قولا للسُّلْطَان والأمراء مَا كنت أستحق أَن يقطع خبزي قبل الْمَوْت وهم يعلمُونَ مَا فعلته مَعَهم وَكنت أُؤَمِّل أَن أَمُوت فِي الْغُزَاة وَمَا بَرحت أخرج كل سنة لَعَلَّ أَن يدركني أَجلي فَمَا قدر الله. ثمَّ أعرض عَنْهُم وَقَامُوا عَنهُ فَمَاتَ من مَرضه هَذَا. وَاسْتقر إقطاعه فِي الْخَاص السلطاني وأضيفت أجناده إِلَى الْحلقَة وفيهَا قدمت هَدِيَّة الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين دواد صَاحب الْيمن فَوجدت قيمتهَا أقل من الْعَادة فَكتب بالإنكار عَلَيْهِ والتهديد وسير مَعَ بدر الدّين مُحَمَّد الطوري أحد مقدمي الْحلقَة فَلم يعبأ بِهِ الْملك الْمُؤَيد وَلَا أجَاب عَن الْكتاب بِشَيْء. وفيهَا استسقى أهل دمشق لقلَّة الْغَيْث فسقوا بعد ذَلِك. وَمَات فِي هَذِه السّنة خطيب دمشق شرف الدّين أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن سِبَاع الفزارى الْفَقِيه الشَّافِعِي الْمُقْرِئ النَّحْوِيّ الْمُحدث فِي شَوَّال عَن خمس وَسبعين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>