وَبِنَاء جَامع بسيس. فَبعث خربندا بالإنكار على برلغوا وتهدده وألزمه بالحضور فَغَضب برلغوا من هيتوم وصنع طَعَاما وَدعَاهُ وَلم يكن عِنْده علم بِأَن برلغوا اطلع على شكواه مِنْهُ لخربندا فَحَضَرَ وَهُوَ آمن فِي جمَاعَة من أكَابِر الأرمن وإخوان لَهُ. فعندما مدوا أَيْديهم إِلَى الطَّعَام أَخذ تهم السيوف من كل جَانب فَقتلُوا عَن آخِرهم وَلم ينج سوى أَخُوهُ ليفون فِي نفر قَلِيل فلحق بخربندا وأعلمه بقتل برلغوا لِأَخِيهِ هيتوم وأمرائه وَقدم عَلَيْهِ أَيْضا برلغوا فَقتله بقتْله هيتوم وَولى ليفون مملكة سيس وسيرة إِلَيْهَا. وفيهَا بعث الْأَمِير عز الدّين أيبك الأفرم نَائِب الشَّام عدَّة عَسْكَر إِلَى الرحبة مَعَ الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي شقير مَمْلُوك منكوتمر وَردفهُ بالأمير قطلوبك الْكَبِير ثمَّ بالأمير بهادر آص. وفيهَا انْتَهَت زِيَادَة النّيل إِلَى ثَمَانِيَة عشر ذِرَاعا وَإِحْدَى وَعشْرين إصبعاُ: وهب فِي برمهات الْمُوَافق لشوال. من جِهَة الغرب ريح عِنْد الحراك الغلال فهافت وجف أَكْثَرهَا فَلم يحصل مِنْهَا عِنْد الْحَصاد إِلَّا الْيَسِير وَمِنْهَا مَا كَانَ أقل من بذاره. فتميز سعر الْغلَّة وأبيع الأردب الْقَمْح بِخَمْسِينَ درهما ثمَّ انحط. وفيهَا اسْتَقر الْأَمِير بيبرس العلائي الْحَاجِب فِي نِيَابَة غَزَّة عوضا عَن الْأَمِير أقجبار. وفيهَا سَار من دمشق إِلَى الرحبة عَسْكَر عَلَيْهِ الْأَمِير عَلَاء الدّين أيدغدي الشقيري والأمير سيف قطلوبك والأمير بهادر أص. وَفِي الْعشْرين من رَجَب: توجه الْأَمِير جمال الدّين أقوش نَائِب الشَّام لزيارة الْقُدس وَمَعَهُ وَفِي سَابِع عشْرين رَجَب: توجه ركب الْعمار إِلَى مَكَّة صُحْبَة الْأَمِير عز الدّين الكوكندي وَكَانَ مَعَهم الشَّيْخ نجم الدّين بن عبود وَالشَّيْخ نجم الدّين بن الرّفْعَة. وفيهَا خرج الْأَمِير شرف الدّين أَحْمد بن قَيْصر التركماني والأمير بدر الدّين بيليك المحسني برقا فِي شَوَّال. وفيهَا قدم الْأَمِير مهنا بن عِيسَى فَأكْرمه السُّلْطَان وأخلع عَلَيْهِ فَتحدث فِي خلاص شيخ الْإِسْلَام تَقِيّ الدّين احْمَد بن تَيْمِية فَأُجِيب وَخرج بِنَفسِهِ إِلَى الْجب بالقلعة وَأخرجه مِنْهُ. وَنزل ابْن تَيْمِية بدار الْأَمِير سلار النَّائِب وَعقد لَهُ مجْلِس حَضَره ابْن الرّفْعَة والتاجي وَابْن عَدْلَانِ والنمراوي وَجَمَاعَة الْفُقَهَاء وَلم تحضره الْقُضَاة وناظروا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute