للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

سنة ثَمَان وَسَبْعمائة فِي أَولهَا قدم مبشرو الْحَاج بِأَن الْأَمِير نوغاي حَارب العبيد بِمَكَّة: وَذَلِكَ أَنهم كثر تخطفهم أَمْوَال التُّجَّار وَأَخذهم من النَّاس بِالْغَصْبِ مَا أَرَادوا فَلَمَّا وقف بَعضهم على تَاجر ليَأْخُذ قماشه مَنعه فَضَربهُ ضربا مبرحاً فثار النَّاس وتصايحوا. فَبعث نوغاي مماليكه إِلَى العبيد فأمسكوا بَعضهم وفر باقيهم بَعْدَمَا جرحوا فَركب الشريف حميضة بالأشراف وَالْعَبِيد للحرب وَركب نوغاي بِمن مَعَه ونادى أَلا يخرج أحد من الْحَاج وليحفظ مَتَاعه وسَاق فَإِذا طَائِفَة من السرويين قد فروا من الْخَوْف إِلَى الْجَبَل. فَقتل مِنْهُم جمَاعَة ظنا أَنهم من العبيد فَكف حميضة عَن الْقِتَال وَمَا زَالَ النَّاس بنوغاي حَتَّى أمسك عَن الشَّرّ. وقمم الْبَرِيد من حلب بِأَن طَائِفَة من الْمغل قدمُوا إِلَى الْفُرَات فَخرج الْعَسْكَر إِلَيْهِم فَلَمَّا سَارُوا سقط الطَّائِر من قلعة كركر بنزول الْمغل عَلَيْهَا وَنهب التركمان وَأَخذهم فَكتب إِلَى الْعَسْكَر الْمُجَرّد بنجدتهم فكسبوا الْمغل فِي اللَّيْل وقتلوهم واستردوا مَا أَخَذُوهُ من كركر وأسروا مِنْهُم سِتِّينَ رجلا وغنموا عدَّة خُيُول. وفيهَا أفرج عَن الْملك المسعود نجم الدّين خضر بن الْملك الظَّاهِر بيبرس من البرج بالقلعة وَفِي ثَالِث ربيع الآخر: فوضيت الخطابة بِجَامِع قلعة الْجَبَل لقَاضِي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة عوضا عَن الشَّيْخ شمس الدّين مُحَمَّد الْجَزرِي. وفيهَا وصلت رسل سيس بِالْحملِ على الْعَادة وَمن جملَته طشت ذهب مرصع بالجوهر. وفيهَا عدى السُّلْطَان إِلَى نهر الجيزة وَأقَام يتَصَدَّى نَحْو عشْرين يَوْمًا وَعَاد وَقد ضَاقَ صَدره وَاشْتَدَّ حنقه وَصَارَ فِي غَايَة الْحصْر من تحكم بيبرس وسلار عَلَيْهِ وَعدم تصرفه وَمنعه من كل مَا يُرِيد حَتَّى إِنَّه مَا يصل إِلَى مَا يَشْتَهِي أكله لقلَّة الْمُرَتّب فلولا مَا كَانَ يتَحَصَّل لَهُ من أوقاف أَبِيه لما وجد سَبِيلا إِلَى بُلُوغ بعض أغراضه. فَأخذ فِي الْعَمَل لنَفسِهِ. وَأظْهر أَنه يُرِيد الْحَج بعياله وَحدث بيبرس وسلار فِي ذَلِك يَوْم النّصْف

<<  <  ج: ص:  >  >>