للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثامن عشر رَمَضَان: كتب باستقرار الْأَمِير بلبان فِي نِيَابَة قلعة دمشق عوضا عَن بهادر السنجرلي. ورسم لبهادر بنيابة قلعة البيرة. وَفِي سادس شَوَّال: قبض على الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن الغنام وعَلى التَّاج عبد الرَّحْمَن الطَّوِيل وَقرر عَلَيْهِمَا مَال فحملاه وهما معوقان بالقلعة من غر أَن يَلِي أحد. ثمَّ أفرج عَنْهُمَا يَوْم الْخَمِيس حادي عشريه وخلع عَلَيْهِمَا واستقرا على عَادَتهمَا. فَمَاتَ التَّاج فِي ذِي الْقعدَة وإستقر عوضه فِي نظر الدولة تَقِيّ الدّين أسعد ابْن أَمِين الْملك الْمَعْرُوف بكاتب برلغي وَولى التَّاج إِسْحَاق والموفق هبة الله وَظِيفَة مُسْتَوْفِي الدولة وَكَانَا كتابا لسلار. وفيهَا توجه السُّلْطَان إِلَى بِلَاد الصَّعِيد. ورسم بِنَقص الإيوان الأشرفي بقلعة الْجَبَل فنقض وجدد فَلَمَّا عَاد السُّلْطَان جلس فِيهِ على الْعَادة. وفيهَا وصل كرنبس ملك النّوبَة بالقود الْمُقَرّر عَلَيْهِ بعد قتل أَخِيه. وقدمت رسل الْملك الْمُؤَيد هزبر الدّين دواد ملك الْيمن بهدية ومائتي جمل ومائتي جمال وخيول ووحوش وطيور فَفرق ذَلِك على الْأُمَرَاء الأكابر والأصاغر. وفيهَا اسْتَقر عَلَاء الدّين عَليّ بن تَاج الدّين أَحْمد بن سعيد بن الْأَثِير فِي كتاب السِّرّ عوضا عَن شرف الدّين عبد الْوَهَّاب بن فضل الله الْعمريّ فِي يَوْم الْأَحَد سَابِع ذِي الْحجَّة وَنقل شرف الدّين إِلَى كِتَابَة السِّرّ بِدِمَشْق عوضا عَن أَخِيه محيي الدّين يحيى. وَكَانَ ابْن الْأَثِير قد توجه من مصر مَعَ السُّلْطَان هُوَ وجمال الدّين إِبْرَاهِيم بن المغربي فَلَمَّا أَقَامَ بالكرك خيرهما فاختارا الْإِقَامَة عِنْده فَلَمَّا عَاد إِلَى ملك مصر رعى لَهما ذَلِك وَأقر ابْن الْأَثِير فِي كِتَابَة السِّرّ وَابْن المغربي فِي رياسة الْأَطِبَّاء. وفيهَا أَخذ الْأَمِير قرا سنقر فِي التَّدْبِير لنَفسِهِ خوفًا من الْقَبْض عَلَيْهِ كَمَا قبض على غَيره واصطنع العربان وهاداهم وَصَحب سُلَيْمَان بن مهنا وأخاه وأنعم عَلَيْهِ وعَلى أَخِيه مُوسَى حَتَّى صَار الْجَمِيع من أنصاره وَقدم عَلَيْهِ الْأَمِير مهنا إِلَى حلب وَأقَام عِنْده أَيَّامًا وأفضى إِلَيْهِ بسره وَأَنه خَائِف من السُّلْطَان وَأَوْقفهُ على كتاب السُّلْطَان بِالْقَبْضِ على مهنا وَأَنه لم يُوَافق على ذَلِك فَغَضب الْأَمِير مهنا وَأخذ يسكن مَا بقرًا سنقر وَانْصَرف وَقد اشْتَدَّ غَضَبه. وَبعث قرا سنقر يسْأَل السُّلْطَان فِي الْإِذْن لَهُ بِالسَّفرِ إِلَى الْحَج فَأذن لَهُ فِي الْحَج وَقد سر أَنه بِخُرُوجِهِ من حلب يقدر على أَخذه وَبعث إِلَيْهِ بألفي دِينَار وخلعة. وَكتب السُّلْطَان إِلَى الْأَمِير مهنا يطْلب مِنْهُ فرسا عينه وَأَن يحضر إِلَى مصر لزيارته - وَكَانَ قد بلغه اجْتِمَاع مهنا بقرًا سنقر. فدبر أمرا يعمله مَعَه أَيْضا - فَبعث مهنا الْفرس وَأعَاد الْجَواب. وجهز قرا سنقر حَاله. وَخرج من حلب

<<  <  ج: ص:  >  >>