من الخاصكية مثل أرغون الدوادار وأرقطاي وأيتمش وجغطاي والجاي الساقي وطقطاي الساقي. وكنب السُّلْطَان لنائب دمشق بتجريد كجكن وكتبغا الْحَاجِب بمضافيهما وَجعل مقدم هَذِه العساكر قرا لاجين الأستادار وَصَاحب السِّرّ والمشورة أرغون الدوادارة فَسَارُوا من دمشق يُرِيدُونَ جِهَة مهنا. فاستعد قرا سنقر وَكتب إِلَى الْأَمِير جمال الدّين أقوش الأفرم نَائِب طرابلس يستدعيه إِلَيْهِ فَأَجَابَهُ بالموافقة ووعده بالحضور إِلَيْهِ. وَكتب الأفرم إِلَى صهره الْأَمِير عز الدّين أيدمر الزردكاش بِدِمَشْق يَأْمُرهُ باستفساد من قدر عَلَيْهِ ولحاقه بِهِ وبقرا سنقر وجهز إِلَيْهِ خَمْسَة آلَاف دِينَار ليفرقها فِيمَن يستميله وَنزل الْعَسْكَر السلطاني حمص. فأرادا قرا سنقر مخادعة السُّلْطَان ليتسع لَهُ المجال وَكتب إِلَيْهِ مَعَ مَمْلُوكه وَكتب إِلَيْهِ مهنا مَعَ وَلَده بِالدُّعَاءِ وَالشُّكْر وَأَن قرا سنفر قد اخْتَار صرخد وسألا يَمِين السُّلْطَان بِالْوَفَاءِ وَإِخْرَاج مَا لقرا سنقر بحلب من المَال وتمكينه مِنْهُ. فَمر ابْن مهنا ومملوك قرا سنقر على حمص وَعرفا الْأَمِير قرا لاجين وأرغون الدوادار بِدُخُول قرا سنقر فِي الطَّاعَة وَأَنه عين صرخد. فَمشى ذَلِك عَلَيْهِمَا وكتبا مَعَهُمَا إِلَى السُّلْطَان بِمَعْنى ذَلِك. فانخدع السُّلْطَان أَيْضا وَكتب تَقْلِيد قرا سنقر بنيابة صرخد ورسم أَن يتَوَجَّه بِهِ إِلَيْهِ أيتمش المحمدي وَكتب لأيتمش بِأَن يُوصل الملطف إِلَى مهنا سرا وَأَن طقطاي يتَوَجَّه إِلَى حلب وَيخرج مَا لقرا سنقر بهَا من المَال ويسيره إِلَيْهِ. وأنعم السُّلْطَان على مَمْلُوك قرا سنقر بِأَلف دِينَار ووعده أَنه مَتى قَامَ على أستاذه حَتَّى يعود إِلَى الطَّاعَة أنعم عَلَيْهِ بإمرة وَأخرجه على الْبَرِيد هُوَ وَابْن مهنا. فسارا إِلَى حمص ودفعا كتب السُّلْطَان إِلَى الْأُمَرَاء وسارا بأيتمش إِلَى قرا سنقر فسر بِهِ وأنزله وَاحْتج بِأَنَّهُ لَا يتَوَجَّه إِلَى صرخد حَتَّى يَأْتِيهِ مَا لَهُ فِي حلب فتحيل أيتمش حَتَّى أوصل ملطف السُّلْطَان إِلَى مهنا فَأطلع عَلَيْهِ قرا سنقر. وَبينا هم فِي ذَلِك إِذْ قدمت أَمْوَال قرا سنقر الَّتِي كَانَت بحلب إِلَيْهِ فَإِن طقطاي توجه إِلَيْهَا وَبعث إِلَى قرا سنقر بِمَا كَانَ لَهُ فِيهَا فَمَا هُوَ إِلَّا أَن وصل مَاله بحلب إِذا بالأفرم قد قدم عَلَيْهِ أَيْضا من الْغَد وَمَعَهُ خَمْسَة أُمَرَاء طبلخاناه وَسِتَّة عشراوات فِي جمَاعَة من التركمان. وَقدم الزردكاش وَمَعَهُ الْأَمِير بلبان الدِّمَشْقِي وَالِي القلعة وبيبرس الحسامي فسر قرا سنقر بقدومهم. وَلما اسْتَقر بهم الْمنزل استدعوا أيتمش وعددوا عَلَيْهِ من قَتله السُّلْطَان من الْأُمَرَاء وَأَنَّهُمْ قد خَافُوا على أنفسهم وعزموا على الدُّخُول إِلَى بِلَاد التتر وركبوا بأجمعهم. فَعَاد أيتمش إِلَى الْأُمَرَاء بحمص وعرفهم الْخَبَر فَرَكبُوا عائدين إِلَى مصر بِغَيْر طائل وَوَقعت الحوطة على أَمْوَال الأفرم وَمن تبعه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute