للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيهَا ورد الْخَبَر فِي أول رَجَب بحركة خربندا وَسبب ذَلِك رحيل مهنا إِلَيْهِ عِنْد إِخْرَاج خبزه لِأَخِيهِ وإقامته عِنْده وتقوية عزمه على أَخذ الشَّام. وَكَانَ السُّلْطَان تَحت الأهرام بالجيزة فقوي عزمه على تَجْرِيد العساكر وَلم يزل هُنَاكَ إِلَى عَاشر شعْبَان فَعَاد إِلَى القلعة وَكتب إِلَى نواب الشَّام بتجهيز الإقامات. وَعرض السُّلْطَان الْعَسْكَر وَقطع جمَاعَة من الشُّيُوخ العاجزين عَن الرّكُوب وانفق فيهم الْأَمْوَال. وابتدأ الْعرض من خَامِس ربيع الآخر وكمل فِي أول جُمَادَى الأولى فَكَانَ السُّلْطَان يعرض فِي كل يَوْم أميرين بِنَفسِهِ من مقدمي الألوف ويخرجان بِمن مَعَهُمَا من الْأُمَرَاء ومقدمي الْحلقَة والأجناد وترحلوا شَيْئا بعد شَيْء. من أول رَمَضَان إِلَى ثامن عشريه حَتَّى لم يبْق بِمصْر أحد من الْعَسْكَر. وَخرج السُّلْطَان فِي ثَانِي شَوَّال وَنزل مَسْجِد تبر خَارج الْقَاهِرَة ورحل فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثالثه ورتب بالقلعة سيف الدّين أيتمش المحمدي. فَلَمَّا كَانَ ثامنه قدم الْبَرِيد برحيل التتار لَيْلَة سادس عشرى رَمَضَان من الرحبة وعودهم إِلَى بلادِهم بَعْدَمَا أَقَامُوا عَلَيْهَا من أول رَمَضَان فَفرق السُّلْطَان العساكر فِي قانون وعسقلان وعزم على الْحَج. وَدخل السُّلْطَان دمشق فِي تَاسِع عشره وَخرج مِنْهَا ثَانِي ذِي الْقعدَة إِلَى الكرك وَكَانَ قد أَقَامَ بِدِمَشْق أرغون النَّائِب للنَّفَقَة على العساكر وَغير ذَلِك من الْأَعْمَال وكلف الصاحب أَمِين الدّين بن الغنام بِجمع المَال اللَّازِم. وَدخل السُّلْطَان الكرك فِي ثامن ذِي الْقعدَة وَتوجه إِلَى الْحجاز فِي أَرْبَعِينَ أَمِيرا. وفيهَا خرج الصاحب أَمِين الدّين عبد الله بن الغنام من الْقَاهِرَة يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشرى شَوَّال وَدخل دمشق وَأقَام بهَا بعد توجه السُّلْطَان ليحصل الْأَمْوَال فأوقع الحوطة على الْوَزير والمباشرين وطالب محيي الدّين بن فضل الله بِمَال كَبِير عمل بِهِ أوراقاً وَأَغْلظ عَلَيْهِ وأحاط بموجوده وتتبع حَوَاشِيه وصادر أَمِين الدّين أَكثر النَّاس. وَأما الْقَاهِرَة فَإِن الْأَمِير علم الدّين سنجر الخازن نقل من ولَايَة البهسنا إِلَى ولَايَة الْقَاهِرَة أَقَامَ الْأَمِير أيتمش المحمدي نَائِب الْغَيْبَة الْحُرْمَة وَمنع الأكابر من الْهِجْرَة وأنصف الضُّعَفَاء مِنْهُم. وَحج بالركب الْمصْرِيّ الْأَمِير مظفر الدّين قيدان الرُّومِي.

<<  <  ج: ص:  >  >>