وفيهَا قدم الْبَرِيد بِخُرُوج سُلَيْمَان بن مهنا عَن الطَّاعَة، ونهبه القريتين، وتوجهه نَحْو الْعرَاق من أجل خُرُوج إقطاعه عَنهُ. فَكتب إِلَى مهنا فِي ذَلِك، فَأجَاب بِأَنَّهُ خَارج عَن طَاعَته. وفيهَا قدمت رسل صَاحب الْيمن، وهما بدر الدّين حسن بن أبي المنجا، والطوشي جمال الدّين فَيْرُوز، وَقد خرج عَلَيْهِمَا عرب صحراء عيذاب، وَأخذُوا مِنْهُمَا الْهَدِيَّة. فَجرد السُّلْطَان من الْأُمَرَاء عَلَاء الدّين مغلطاي بن أَمِير مجْلِس، وَسيف الدّين ساطي السِّلَاح دَار، وصارم الدّين أزبك الجرمكي، وَعز الدّين أيدمر الدوادار، عَلَاء الدّين عَليّ بن قرا سنقر، وَعلم الدّين سنجر الدنيسري، فِي عدَّة من الأجناد ومقدمي الْحلقَة، وَأمرُوا بالتوجه إِلَى دملقة بالنوبة، فَسَارُوا فِي أول شَوَّال. وَفِي الْعشْر الْأَخير من شعْبَان: وَقع الشُّرُوع فِي روك أَرض مصر وَسبب ذَلِك أَن السُّلْطَان استكثر أَخْبَار المماليك أَصْحَاب بيبرس الجاشنكير وسلار النَّائِب وَبَقِيَّة البرجية، وَكَانَ الْخبز الْوَاحِد مَا بَين ألف مِثْقَال فِي السّنة إِلَى ثَمَانمِائَة مِثْقَال، وخشي السُّلْطَان من وُقُوع الفتة بِأخذ أخبازهم. فقرر السُّلْطَان مَعَ الْفَخر مُحَمَّد بن فضل الله نَاظر الْجَيْش روك الْبِلَاد وَإِخْرَاج الْأُمَرَاء إِلَى الْأَعْمَال فَتعين الْأَمِير بدر الدّين جنكلي
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute