للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وخيولا وجمالا وَكتب بذلك إِلَى السُّلْطَان فسر بِهِ وَأعَاد الإمرة إِلَى مهنا واستدعى مُحَمَّد بن عِيسَى فَقدم إِلَى مصر وشمله من إنعام السُّلْطَان شَيْء كثير. وفيهَا وصل إِلَى السُّلْطَان مهرَة تعرف ببنت الكرتا كَانَ قد بذل فِيهَا نَحْو مِائَتي ألف وَتِسْعين ألف دِرْهَم وضيعة من بِلَاد حماة وَيُقَال إِنَّهَا بلغت كلفها على السُّلْطَان سِتّمائَة ألف دِرْهَم. وفيهَا وعك السُّلْطَان أَيَّامًا فَلَمَّا عوفي وَدخل الْحمام حلق رَأسه كُله فَلم يبْق أحد من الْأُمَرَاء والمماليك الناصرية حَتَّى حلق رَأسه. وَمن يَوْمئِذٍ بَطل إرخاء الْعَسْكَر ذوائب الشّعْر وَاسْتمرّ إِلَى الْيَوْم وَجلسَ السُّلْطَان يَوْم عيد النَّحْر بعد عافيته وَأَفْرج عَن أهل السجون وطلع النَّاس للهناء وَنُودِيَ بزينة الْقَاهِرَة ومصر فَكَانَ يَوْمًا مشهوداً. وَفِيه فرغ الْعَمَل من بِنَاء الإيوان وَذَلِكَ أَن السُّلْطَان هدم الإيوان الَّذِي بناه أَبوهُ الْملك الْمَنْصُور وجدده أَخُوهُ الْملك الْأَشْرَف ثمَّ أنشأ إيواناً جَلِيلًا وَعمل بِهِ قبَّة عالية متسعة ورخمه رخاماً وَأما الْأُمَرَاء الَّذين توجهوا إِلَى روك أَعمال مصر فَإِن كلا مِنْهُم لما نزل بِأول عمله استدعى مَشَايِخ الْبِلَاد ودللاءها وقياسيها وعدولها وسجلات كل بلد. وَعرف متحصلها وَمِقْدَار فدنها ومبلغ عبرتها وَمَا يتَحَصَّل للجندي من الْعين وَالْغلَّة والدجاج والخراف والبرسيم والكشك والعدس والكعك ثمَّ قَاس تِلْكَ النَّاحِيَة وَكتب بذلك عدَّة نسخ وَلَا يزَال يعْمل ذَلِك حَتَّى انْتهى أَمر عمله. وعادوا بعد خَمْسَة وَسبعين يَوْمًا بالأوراق فتسلمها الْفَخر نَاظر الْجَيْش ثمَّ طلب السُّلْطَان الْفَخر نَاظر الْجَيْش والتقى الأسعد بن أَمِين الْملك - الْمَعْرُوف بكاتب برلغي - وَسَائِر مُسْتَوْفِي الدولة وألزمهم بِعَمَل أوراق تشْتَمل على بِلَاد الْخَاص السلطاني الَّتِي عينهَا لَهُم وعَلى إقطاعات الْأُمَرَاء وأضاف على عِبْرَة كل بلد مَا كَانَ فلاحيها من الضِّيَافَة المقررة وَمَا فِي كل بلد من الجوالى وَكَانَت الجوالى قبل ذَلِك إِلَى وَقت الروك ديواناً مُفردا يخْتَص بالسلطان فأضيف جوالى كل بلد إِلَى متحصل خراجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>