للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَدخل السُّلْطَان دمشق يَوْم السبت سابعه وَمَعَهُ عساكره كلهَا وَقدم أَخُوهُ الْعَادِل من حلب وأتته العساكر المشرقية وعساكر الْحصن وآمد وَسَار بهم يُرِيد الكرك لأخذها من الفرنج فنازلها فِي رَابِع عشر جُمَادَى الأولى وَنصب عَلَيْهَا تِسْعَة مجانيق رَمَاهَا بهَا. وقدمت الأمداد من الفرنج فَرَحل السُّلْطَان إِلَى نابلس وَنهب كل مَا مر بِهِ من الْبِلَاد وأحرق نابلس وخربها ونهبها وَقتل وسبى وَأسر واستنقذ عدَّة من الْمُسلمين كَانُوا أسرى وَسَار إِلَى جينين وَعَاد إِلَى دمشق فَقدم عَلَيْهِ رسل الْخَلِيفَة وهما الشَّيْخ صدر الدّين عبد الرَّحِيم بن إِسْمَاعِيل بن أبي سعد أَحْمد وشهاب الدّين بشير الْخَادِم ومعهما خلع السُّلْطَان وَالْملك الْعَادِل فلبساها. وَطلب الرسولان تَقْرِير الصُّلْح بَين السُّلْطَان وبن عز الدّين صَاحب الْموصل فَلم يَتَقَرَّر بَينهمَا صلح وخرجا من دمشق فماتا قبل وصولهما إِلَى بَغْدَاد. وخلع السُّلْطَان على جَمِيع العساكر وَأذن لَهُم فِي الْمسير إِلَى بِلَادهمْ بَعْدَمَا أَعْطَاهُم شَيْئا كثيرا فَسَارُوا. وَفِي نصف شعْبَان: سَار المظفر تَقِيّ الدّين بعساكر مصر يُرِيد الْعود إِلَى الْقَاهِرَة وقرأت وَصِيَّة سلطانية تَضَمَّنت ولَايَة الْملك الْعَزِيز عُثْمَان ابْن السُّلْطَان لمصر بكفالة ابْن عَمه تَقِيّ الدّين عمر وَولَايَة الْملك الْأَفْضَل أكبر أَبنَاء السُّلْطَان على الشَّام بكفالة عَمه الْعَادِل صَاحب حلب وان مُدَّة الْكفَالَة إِلَى أَن يعلم الْمُسلمُونَ باستقلال كل وَاحِد بِالْأَمر ويستقر الكافلان فِي خبزيهما وَمَا بأيديهما وَمن عدم من الْوَلَدَيْنِ قَامَ الأمثل من إخْوَته مقَامه أَو من الكافلين قَامَ الْبَاقِي مِنْهُمَا مقَام الآخر واستحلف الْحَاضِرُونَ من الْأُمَرَاء وَولى قِرَاءَة الْعَهْد بذلك القَاضِي المرتضى بن قُرَيْش. وسومح بهلإلي البهسنا وَهُوَ ألف وَمِائَتَا دِينَار وسومح بالأتبان وَمَا تقصر عَن ألفي دِينَار وَمنع من ضَمَان المزر وَالْخمر والملاهي وَترك مَا كَانَ يُؤْخَذ من رسم ذَلِك للسُّلْطَان بديار مصر.

<<  <  ج: ص:  >  >>