للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَفِي ثامن عشره: قدم الْأَمِير عَلَاء الدّين مغلطاي الجمالي وَمَعَهُ الْأَمِير سيف الدّين بهادر آص والأمير ركن الدّين بيبرس الدوادار من سجن الكرك فَخلع السُّلْطَان عَلَيْهِمَا وأنعم على بهادر بإمرة فِي دمشق وَلزِمَ بيبرس دَاره ثمَّ أنعم عَلَيْهِ بتقدمه ألف على عَادَته. وَفِيه صرف أَمِين الدّين عبد الله بن الغنام من نظر الدَّوَاوِين وَنزل بتربته من القرافة وَاسْتمرّ التَّاج إِسْحَاق بن القماط والموفق هبة الله مُسْتَوْفِي الْأَمِير سلار فِي نظر الدَّوَاوِين عوضه نقلا من اسْتِيفَاء الدولة وَاسْتقر كريم الدّين أكْرم الصَّغِير فِي نظر الكارم وَدَار القند فِي ثَالِث عشريه وخلع على الثَّلَاثَة فِي يَوْم السبت خَامِس عشريه. وَفِي رَابِع رَجَب: تقطعت جسور منية الشيرج وقليوب وغرقت لَيْلَة خامسه وفر أَهلهَا وَتَلفت أَمْوَالهم وغلالهم. فَركب مُتَوَلِّي الْقَاهِرَة وغلق سَائِر الحوانيت والأسواق وَأخذ النَّاس والعسكر والأمراء لتدارك مَا بَقِي من الجسور. وَفِيه قدم الْأَمِير مُحَمَّد بن عِيسَى وَمَعَهُ ابْن أَخِيه مُوسَى بن مهنا فأنعم عَلَيْهِمَا. وَفِي يَوْم الْإِثْنَيْنِ ثامن عشره: صرف قَاضِي الْقُضَاة شمس الدّين الحريري الْحَنَفِيّ عَن قَضَاء مصر خَاصَّة وَاسْتقر عوضه سراج الدّين عمر بن مَحْمُود بن أبي بكر الْحَنَفِيّ قَاضِي الحسينية فَجَلَسَ سراج الدّين للْحكم فِي يَوْم الثُّلَاثَاء تَاسِع عشره وَمَات لَيْلَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من رَمَضَان وَعَاد ابْن الحريري إِلَى قَضَاء مصر. وَكَانَ سَبَب عَزله أَنه بَالغ فِي الْحَط على الْكتاب من النَّصَارَى والمسالمة وأخرق بِجَمَاعَة مِنْهُم وضربهم وَكَانَ إِذا رأى نَصْرَانِيّا رَاكِبًا أنزلهُ وأهانه وَإِذا رأى عَلَيْهِ ثيابًا سَرِيَّة نكل بِهِ فَضَاقَ ذرعهم بِهِ وَشَكوا أَمرهم إِلَى كريم الدّين الْكَبِير. فَلَمَّا أَخذ السُّلْطَان دَار الْأَمِير سلار ودور إخْوَته وقطعتة من الميدان وَأَنْشَأَ الْأَمِير سيف الدّين بكتمر الساقي المظفري قصراً فِي مَوضِع ذَلِك على بركَة الْفِيل. أَرَادَ السُّلْطَان أَن يدْخل فِيهِ قِطْعَة من أَرض بركَة الْفِيل وَهِي فِي أوقاف الْملك الظَّاهِر بيبرس على أَوْلَاده فَأَرَادَ استبدال مَا يحْتَاج إِلَيْهِ مِنْهَا بِموضع آخر وَأَرَادَ من ابْن الحريري الحكم بذلك كَمَا هُوَ مذْهبه فابى وَجَرت بَينه وَبَين السُّلْطَان مُفَاوَضَة قَالَ فِيهَا: لَا سَبِيل إِلَى هَذَا وَلَا يجوز الِاسْتِبْدَال فِي مذهبي ونهض قَائِما وَقد اشْتَدَّ حنق السُّلْطَان

<<  <  ج: ص:  >  >>