ابْن خربندا ووزيره خواخا على شاه والأمير جوبان والأمراء أكَابِر الْمغل للصلح وَمَعَهُ هَدِيَّة من جِهَة خواجا رشيد الدّين فجهزت إِلَى أبي سعيد هَدِيَّة جليلة من جُمْلَتهَا فرس وَسيف وقرفل. وَفِيه أفرج عَن الشريف مَنْصُور بن جماز أَمِير الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة وَكَانَ قد قبض عَلَيْهِ وَحضر مَعَ أَمِير الركب وأعيد إِلَى ولَايَته عوضا عَن أَخِيه ودي بن جماز وَسَار مَنْصُور إِلَى الْمَدِينَة وَمَعَهُ عز الدّين أيدمر الكوندكي. وَفِيه قدم الْبَرِيد من حلب بِخُرُوج ريح فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء ثَالِث عشر ربيع الأول وَقت الْعَصْر سَوْدَاء مظْلمَة تمادت تِلْكَ اللَّيْلَة وَمن الْغَد عَقبهَا برق ورعد عَظِيم ومطر غزير وَبرد كبار وَجَاء سيل لم يعْهَد مثله فَأخذ كل مَا مر بِهِ من شجر وَغَيره وَتَكون عَمُود من نَار مُتَّصِل اقتلع كَنِيسَة كَبِيرَة من عهد الرّوم وَمَشى بهَا رمية سهم ثمَّ فرقها الرّيح حجرا. وَفِيه قدم الْخَبَر بِعُود حميضة من الْعرَاق إِلَى مَكَّة وَمَعَهُ نَحْو الْخمسين من الْمغل فَمَنعه أَخُوهُ رميثة من الدُّخُول إِلَّا بِإِذن السُّلْطَان فَكتب بِمَنْعه من ذَلِك مَا لم يقدم إِلَى مصر. وَفِيه قبض على الْأَمِير أقبغا الحسني وَضرب وَأخرج إِلَى دمشق على إمرة من أجل أَنه شرب الْخمر وَفِيه قدم الشريف رميثة أَمِير مَكَّة فَارًّا من أَخِيه حميضة وَأَنه ملك مَكَّة وخطب لأبي سعيد بن خربندا وَأخذ أَمْوَال التُّجَّار فرسم بتجريد الْأَمِير صارم الدّين أزبك الجرمكي والأمير سيف الدّين بهادر الإبراهيمي فِي ثَلَاثمِائَة فَارس من أجناد الْأُمَرَاء مَعَ الركب إِلَى مَكَّة. وَفِيه عزل الْأَمِير ركن الَّذين بيبرس أَمِير أخور من الحجوبية وَاسْتقر عوضه الْأَمِير سيف الدّين ألماس وَكَانَ ألماس تركياً غتمياً لَا يعرف بِاللِّسَانِ الْعَرَبِيّ. وفيهَا أخرج إِلَى الشَّام الْأَمِير عز الدّين أيدمر الدوادار وعلاء الدّين على الساقي وعلاء الدّين مغلطاي السنجري وطغاي الطباخي وَشرف الدّين قيران الحسامي أَمِير علم. وأنعم عَلَيْهِم بإمريات وإقطاعات بهَا. وَفِيه قدم مندوه الْكرْدِي الفار من أسره بملطية بَعْدَمَا أَمن فأنعم عَلَيْهِ بأمرة فِي دمشق.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute