للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

والجبن المقلي وَغَيره. وَدفع كريم الدّين إِلَى العربان أُجْرَة الْأَحْمَال من الشّعير والدقيق والبقسماط وجهز فِي بَحر الْملح مركبين إِلَى يَنْبع ومركبين إِلَى جدة وَكتب أوراق العليق للسُّلْطَان والأمراء وعدتهم اثْنَان وَخَمْسُونَ أَمِيرا لكل أَمِير مَا بَين مائَة عليقة فِي كل يَوْم إِلَى خمسين عليقة إِلَى عشْرين عليقة فَكَانَت حَملَة العليق فِي مُدَّة الْغَيْبَة مائَة ألف وَثَلَاثِينَ ألف أردب من الشّعير. وَحمل من دمشق خمسائة حمل على الْجمال مَا بَين حلوى وسكردانات وفواكه وَمِائَة وَثَمَانُونَ حمل حب رمان ولوز وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ من أَصْنَاف المطبخ. وجهز كريم الدّين من الأوز ألف طَائِر وَمن الدَّجَاج ثَلَاثَة أُلَّاف طَائِر. وَعين السُّلْطَان الْأَمِير أرغون النَّائِب بديار مصر للإقامة بقلعة الْجَبَل وَمَعَهُ الْأَمِير أيتمش وَغَيره ورسم لمن تَأَخّر من الْأُمَرَاء أَن يتوجهوا إِلَى نواحي إقطاعهم فَيكون كل مِنْهُم بِبِلَاد إقطاعه إِلَى حِين عود السُّلْطَان وَلَا يجْتَمع أَمِير بأمير فِي غيبته. وَكتب إِلَى النواب بِالشَّام أَن يسْتَقرّ كل نَائِب. بمقر مَمْلَكَته وَلَا يتَوَجَّه إِلَى صيد إِلَى حِين عوده فامتثلت أوامره. وَفِيه قدم الْملك الْمُؤَيد من حماة فَتوجه الْمحمل على الْعَادة فِي يَوْم الْأَحَد ثامن عشر شَوَّال مَعَ الْأَمِير سيف الدّين طرجي أَمِير مجْلِس. وَركب السُّلْطَان من القلعة فِي أول ذِي الْقعدَة وَسَار من بركَة الْحَاج فِي سادسه وَمَعَهُ صَاحب حماة والأمراء وقاضي الْقُضَاة بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة وَأهل الدولة. وَقدم السُّلْطَان مَكَّة بتواضع وذلة بِحَيْثُ قَالَ الْأَمِير بدر الدّين جنكلي بن البابا. لازلت أعظم نَفسِي إِلَى أَن رَأَيْت الْكَعْبَة وَذكرت بوس النَّاس الأَرْض لي فَدخلت فِي قلبِي مهابة عَظِيمَة مازالت حَتَّى سجدت لله تَعَالَى. وَحسن لَهُ بدر الدّين مُحَمَّد بن جمَاعَة أَن طوف رَاكِبًا كَمَا فعل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ لَهُ: وَمن أَنا حَتَّى أتشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالله لَا طفت إِلَّا كَمَا يطوف النَّاس. وَمنع السُّلْطَان الْحجاب من منع النَّاس أَن يطوفوا مَعَه وصاروا يزاحمونه وَهُوَ يزاحمهم كواحد من النَّاس فِي مُدَّة طَوَافه وَفِي تقبيله الْحجر. وبلغه أَن جمَاعَة من الْمغل مِمَّن حج قد اختفي خوفًا مِنْهُ فأحضرهم وأنعم عَلَيْهِم وَبَالغ فِي إكرامهم. وَغسل الْكَعْبَة بِيَدِهِ وَأخذ أزر إِحْرَام وغسلها لَهُم بِنَفسِهِ. وأبطل سَائِر المكوس من الْحَرَمَيْنِ وَعوض أَمِيري

<<  <  ج: ص:  >  >>