للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولم يسأله هل وجد فرجة أم لا. فدل ذلك على أنه لا فرق بين من وجد فرجة في الصف ومن لم يجد، سدا لذريعة التساهل في الصلاة خلف الصف منفردا".

ونوقش:

بأن الأمر بالإعادة محمول على الاستحباب، بقرينة حديث أبي بكرة، حينما ركع خلف الصف، ولم يأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإعادة (١).

واعترض عليه:

بأن الأصل في الأمر الوجوب، وحمله على الاستحباب يحتاج إلى دليل، ينقله من الوجوب إلى الاستحباب، ولا دليل على ذلك؛ ولأن أبا بكرة صلى خلف الصف، أقل من ركعة وهذا خارج محل النزاع.

[الدليل الثاني]

حديث علي بن شيبان (٢) -رضي الله عنه- قال: "قال خرجنا حتى قدمنا على النبي -صلى الله عليه وسلم- فبايعناه، وصلينا خلفه، ثم صلينا وراءه صلاة أخرى، فقضى الصلاة، فرأى رجلا فردا خلف الصف، قال: فوقف عليه نبي الله -صلى الله عليه وسلم- حين انصرف قال: استقبل صلاتك، لا صلاة للذي خلف الصف" (٣).


(١) انظر: نصب الراية ٢/ ٣٩.
(٢) هو علي بن شيبان بن محرز بن عمروبن عبد الله الحنفي، السحيمي، اليمامي، يكنى بأبي يحي كان أحد الوفد من بني حنيفة على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه.
انظر: (الإصابة ٤/ ٥٦٤، تهذيب التهذيب ٧/ ٢٩٢).
(٣) أخرجه ابن ماجة في سننه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب صلاة الرجل خلف الصف وحده برقم (١٠٠٣) ١/ ٣٢٠، وابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب السير، باب ما خالف فيه أبو حنيفة الأثر برقم (٣٦٠٨١) ٧/ ٢٨٠، وأحمد في مسنده برقم (١٦٢٩٧) ٢٦/ ٢٢٤، وابن خزيمة في صحيحه، كتاب الصلاة، باب الزجر عن صلاة المأموم خلف الصف وحده برقم (١٥٦٩) ٣/ ٣٠، وابن حبان في صحيحه برقم (٢٢٠٢) ٥/ ٥٧٩، وصححه الألباني في الإرواء ٢/ ٣٢٩

<<  <   >  >>