للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمقعدته (١)، فلا يتقدم، أو يتأخر عن الصف بها؛ لأنها الموضع الذي يستقر عليه البدن، والجالس على الكرسي في جميع أفعال الصلاة يجب عليه أن يجعل أرجل الكرسي الخلفية هي التي بمحاذاة الصف فيكون الجالس عليه محاذيا للمأمومين بمنكبه دون قدمه.

وهو اختيار ابن عثيمين (٢) وذلك للأمور الآتية:

[الأمر الأول]

المحاذاة بالقدم توجب خروجه عن الصف ورجوعه عنه، مما يخل بانتظام الصف وتسويته، ويكون داخلاً في الوعيد ومستحقًا للإثم، لهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: "أو ليخالفن الله بين وجوهكم" (٣).

والمعنى أن اختلاف الوجوه حامل على اختلاف القلوب والتباغض، وهذا يحصل عند من يجلس على كرسي محاذيا بقدمه لمن هو بجانبه فهو في الواقع بين الصفين، لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء.

[الأمر الثاني]

أن المحاذاة تكون بالمناكب والأكعب، فإن تعذر أحدهما قدم المنكب، فإن تعذر المنكب - لانحناء الجسم- مثلاً انتقلنا للمحاذاة بالكعب. لفعل النبي -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يمسح المناكب بيديه، كما في حديث


(١) انظر: أسنى المطالب ١/ ٢٢٢، تحفة المحتاج ٢/ ١٥٧، شرح منتهى الإرادات ١/ ٢٧٩، الموسوعة الفقهية الكويتية ٦/ ٢١.
(٢) انظر: فتاوى الإسلام سؤال وجواب برقم (٩٢٠٩) ١/ ٦٥٣٩.
(٣) سبق تخريجه ص ٢٦.

<<  <   >  >>