للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وجه الاستدلال]

قالوا: المعنى أجعلوه وسط الصف، فيما بينكم غير متقدم، ولا متأخر (١).

ونوقش:

بأن الحديث ضعيف كما سبق تخريجه وبيان الحكم عليه. (٢)

وأيضا زيادة على ضعفه يرد عليه احتمالات عدة منها:

أولا:

يحتمل أن المراد اجعلوه مقابلاً لوسط الصف، الذي تصفون خلفه.

ثانيا:

يحتمل أن يكون من قولهم: فلان وَاسِطَةُ قومه، أي: خِيَارُهم، ومع الاحتمال لا ينهض الاستدلال به، وأيضا هو مهجور الظاهر بالإجماع، لأن ابن مسعود ومن معه قالوا بتوسط الإمام في الثلاثة، لا فيما زاد عليهم، فيقفون خلفه، وظاهر الحديث عدم الفرق بين الثلاثة وأكثر منهم (٣).

[الدليل الثاني]

حديثُ عَلْقَمَةَ والأسود -رضي الله عنهم-، قالا: "أتينا عبد الله بن مسعود في داره، فقال: أصلى هؤلاء خلفكم؟ فقلنا: لا، قال: فقوموا فصلوا فلم يأمرنا بأذان، ولا إقامة، قال: وذهبنا لنقوم خلفه، فأخذ بأيدينا فجعل أحدنا عن يمينه، والآخر عن شماله، قال: فلما ركع وضعنا أيدينا على ركبنا، قال:


(١) انظر: نيل الأوطار، ٣/ ٢٢١.
(٢) انظر: المصدر السابق. ٣/ ٢٢١.
(٣) انظر: المصدر السابق. ٣/ ٢٢١.

<<  <   >  >>