للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأدلة:

[الدليل الأول]

حديث أبي بكرة -رضي الله عنه- أنه دخل المسجد، والنبي -صلى الله عليه وسلم-، راكع، قال: فركعت دون الصف، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-، "زادك الله حرصا ولا تعد" (١).

[وجه الاستدلال]

أن جزءا من الصلاة وقع خلف الصف، فإذا جاز الجزء، جاز سائر الأجزاء، ولو لم تكن جائزة، لأمره -صلى الله عليه وسلم- بالإعادة.

قال البغوي (٢): "في هذا الحديث أنواع من الفقه، منها أن من صلى خلف الصف منفردا بصلاة الإمام، تصح صلاته، لأن أبا بكرة ركع خلف الصف، فقد أتى بجزء من الصلاة، خلف الصف، ثم لم يأمره النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإعادة".

وقد نقل ابن عبد البر، وجه استدلال الشافعي بحديث أبي بكرة -رضي الله عنه- على صحة صلاة المنفرد خلف الصف، قال (٣): "وإذا جاز الركوع للرجل خلف الصف وحده، أجزأ ذلك عنه، فكذلك سائر صلاته، لأن الركوع ركن من أركانها".

ونوقش:

بأن الاستدلال في غير محل النزاع، إذ أن أبا بكرة -رضي الله عنه- دخل مع النبي -صلى الله عليه وسلم-، قبل الرفع من الركوع، ولم يصل خلف الصف ولا ركعة، وعذره


(١) سبق تخريجه ص ٦٦.
(٢) شرح السنة ٣/ ٣٧٨.
(٣) الاستذكار ٢/ ٢٧١.

<<  <   >  >>