للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلاثة أذرع من قدميه".

قالوا: لأن هذه المسافة هي التي يتأتى للمصلي أن يتحرك فيها بيسر. واستدلوا بما يلي:

[الدليل الأول]

عن نافع عن ابن عمر -رضي الله عنهم- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "دخل الكعبة، وعثمان بن طلحة، وأسامة بن زيد، وبلال، فأغلقها فلما خرج سألت بلالا ماذا صنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: ترك عمودين عن يمينه، وعمودا عن يساره، وثلاثة أعمدة خلفه، ثم صلى وبينه وبين القبلة ثلاثة أذرع … " (١).

وعليه: يكون المقدار فيما يكون بين الصفوف من الفراغ، هو قدر ما يكون بين المصلي وسترته، أي: ثلاثة أذرع (٢).

[الدليل الثاني]

عن نافع أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهم- "كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حين يدخل، وجعل الباب قبل ظهره، فمشى حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريبا من ثلاثة أذرع صلى، يتوخى المكان الذي


(١) أخرجه أحمد في مسنده برقم (٥٩٢٧) ١٠/ ١٥٥. والبيهقي في السنن الكبرى، كتاب الصلاة، باب الصلاة في الكعبة برقم (٣٦٠١) ٢/ ٣٢٧، قال الشوكاني: حديث بلال رجاله رجال الصحيح انظر: نيل الأوطار ٣/ ٢. تعليق شعيب الأرنؤوط على مسند أحمد: إسناده صحيح على شرط الشيخين ١٠/ ١٥٥.
(٢) انظر: شرح بلوغ المرام ٨٦/ ١١.

<<  <   >  >>