للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خلف الصف وحده، فإن النفي الوارد في الحديث، يحمل على نفي كمالها، كما ورد في حديث "لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعه الأخبثان" (١) ومعلوم أن الإنسان لو صلى بحضرة طعام فصلاته صحيحة، ولو صلى وهو يدافع الأخبثين، فصلاته صحيحة، فالنفي نفي الكمال، لا نفي الصحة.

ويجاب عنه:

بأن النفي إذا وقع فله ثلاث مراتب:

المرتبة الأولى:

أن يكون نفيا للوجود الحسي.

والمرتبة الثانية:

أن يكون نفيا للوجود الشرعي، أي: نفي للصحة، كما في حديث المسيء في صلاته (٢).

المرتبة الثالثة:

أن يكون النفي للكمال.

والحديث الذي معنا لا يمكن أن يكون نفيا للوجود، لأنه من الممكن أن يصلي الإنسان خلف الصف منفردا، فيكون نفيا للصحة، والصحة هي


(١) أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب المساجد ومواضع الصلاة، باب كراهية الصلاة بحضرة الطعام الذي يريد أكله، برقم (٥٦٠) ١/ ٣٩٣.
(٢) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب وجوب القراءة لإمام والمأموم برقم (٧٥٧) ١/ ١٥٢، ومسلم في صحيحه، كتاب الصلاة، باب وجوب قراءة الفاتحة في كل ركعة برقم (٣٩٧) ١/ ٢٩٨.

<<  <   >  >>