للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحذائه، والحذاء الإزاء والمقابل (١).

وفي الموسوعه الفقهية مادة (صَفَّ) أن معنى الصف الاصطلاحي، لا يخرج عن معناه اللغوي (٢).

مما سبق، يتضح أن معنى الصف في اللغة، يدور حول التسوية، والاعتدال، والاستقامة، والمحاذاة، وأن بينهما وبين الصف تلازمًا، فالصف في الحرب، يعني الاعتدال، والاستقامة، وبسط الطائر جناحيه يلزم منه تسويتهما، وصف الإبل لقوائمها، يلزم منه استواء قوائمها، والصَّفْصَفُ من الأرض: المستوي منها.

وكذلك الصف في الصلاة يعني: الاستواء، والاعتدال، والاستقامة، وهو الذي دلت عليه ألفاظ الحديث، كما سيأتي في المطلب الثاني، والمعتبر في ذلك المَنَاكِب في أعلى البدن والأَكْعُبِ (٣) في أسفل البدن قال أنس -رضي الله عنه-: "وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه، وقدمه بقدمه" (٤) وهو المفهوم من إطلاق اللغويين وتعميمهم بأن كل سطر مستو من كل شيء يقال


(١) انظر: لسان العرب ١٤/ ١٧٠.
(٢) انظر: الموسوعة الفقهية الكويتية ٢٧/ ٣٥.
(٣) الكعبان هما: العظمان الناتئان في منتهى الساق، مع القدم مع الجانبين.
انظر: (الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي، ١/ ٤٢، تهذيب اللغة ١/ ٢١١).
(٤) أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأذان، باب إلزاق المَنْكِب بالمَنْكِب، والقدم بالقدم في الصف برقم (٧٢٥) ١/ ١٤٦.

<<  <   >  >>