للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله: أُهدي لنا حيس، فقال: ((أرينيه فلقد أصبحت صائماً)) فأكل)) (١).

وعن أمِّ هانئ رضي الله عنها، قالت: لما كان يوم الفتح - فتح مكة -، جاءت فاطمة فجلست عن يسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأمُّ هانئ عن يمينه، قالت فجاءت الوليدة (٢) بإناء فيه شرابٌ فناولته فشرب منه، ثم ناوله أمَّ هانئٍ فشربت منه، فقالت: يارسول الله لقد أفطرت وكنت صائمة؟ فقال لها: ((أكنتِ تقضين شيئاً؟)) قالت: لا، قال: ((فلا يضركِ إن كان تطوعاً)) (٣)، وفي رواية للترمذي: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها فدعا بشراب، فشرب ثم ناولها فشربت، فقالت: يا رسول الله أما إني كنت صائمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الصائم المتطوع أمينُ نفسه، إن شاء صام وإن شاء أفطر) وفي رواية للترمذي أيضاً: ((أمين نفسه، أو أميرُ نفسه)) على الشك)).

وفي لفظ للترمذي عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: كنت قاعدة عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأُوتي بشرابٍ، فشرب منه ثم ناولني فشربت منه، فقلت: إني أذنبت ذنباً فاستغفرلي، فقال: ((وما ذاك؟)) قالت: كنت صائمة فأفطرت، فقال:


(١) مسلم، كتاب الصيام، باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال، وجواز فطر الصائم نفلاً من غير عذر، والأولى إتمامه، برقم ١١٥٤.
(٢) الوليدة: الأمةُ، والجمع: ولائد. جامع الأصول لابن الأثير، ٦/ ٢٨٩.
(٣) أبو داود، كتاب الصوم، باب الرخصة في ذلك، برقم ٢٤٥٦، والترمذي، كتاب الصوم، باب ما جاء في إفطار الصائم المتطوع، برقم ٧٣١، ورقم٧٣٢، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، ٢/ ٨٣، وفي صحيح سنن الترمذي، ١/ ٣٨٩.

<<  <   >  >>