للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مرَّة والأُذُنَيْنِ بمائه، والنِيَّةُ، والتَّرتيب الذي نصَّ عليه

مرَّة (١)) خلافاً للشَّافعيّ - رضي الله عنه -، فإنَّ عنده تثليثُ المسحِ سُنَّة (٢)، وقد أوردَ التِّرْمِذِيُّ (٣) في «جامعه»: «أنَّ عليَّاً - رضي الله عنه - توضَّأ فغسلَ أعضاءه ثلاثاً، ومسحَ رأسَهُ مرّةً واحدةً (٤)، وقال: هكذا وضوءُ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -» (٥)، (٧ وفي «صحيحِ البُخاري (٦)» مثلُ هذا (٧).

(والأُذُنَيْنِ بمائه (٨)): أي بماءِ الرَّأسِ خلافاً له (٩)، فإنَّ تجديدَ الماءِ لمسحِ الأُذُنَيْنِ سُنَّةٌ عنده.

(والنِيَّةُ، والتَّرتيب الذي نصَّ عليه): أي التَّرتيبُ المذكورُ في نصِّ القرآن، وكلاهما فرضان عنده (١٠)، أمَّا النِيَّةُ فلقولِهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّات» (١١).


(١) وكيفيته: أن يضع كفيه وأصابعه على مقدِّم رأسه ويمدّهما إلى القفا على وجه يستوعب جميع الرأس، ثم يمسح أذنيه باصبعه، ولا يكون الماء مستعملاً بهذا؛ لأن الاستيعاب بماء واحد لا يكون إلا بهذه الطريقة. ينظر: «تبيين الحقائق» (١: ٥). و «رد المحتار» (١: ٨٢).
(٢) لكن ظاهر عبارة «التنبيه» (ص ١٢)، و «المنهاج» وشرحه «مغني المحتاج» (١: ٥٩) تدل على أن السنة عند الشافعي رحمه الله هي مسح الرأس مرة واحدة.
(٣) وهو محمد بن عيسى بن سورة بن موسى التِّرمذيِّ الضَّرير، نسبةً إلى ترمذ، قال اللكنوي: كان أحد العلماء الحُفَّاظ الأعلام له تصانيفٌ كثيرةٌ، وكتابه «الجامع» أحسنُ كتبهِ وأكثرها فائدةً وأحسنها ترتيباً، من مؤلفاته: «الجامع»، و «العلل الصغير»، و «العلل الكبير»، (٢٠٩ - ٢٧٩ هـ). ينظر: «تهذيب الكمال» (٢٦: ٢٥٠ - ٢٥٢). «وفيات» (٤: ٢٧٨).
(٤) زيادة من ص و م.
(٥) في «صحيح البخاري» (١: ٨٢)، و «جامع الترمذي» (١: ٤٩)، و «السنن الكبرى للنسائي» (١: ١٠٢)، و «سنن أبي داود» (١: ٤٩)، و «سنن ابن ماجه» (١: ١٥٠).
(٦) وهو محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بَرْدِزْبَه الجُعْفِي البُخَارِيّ، أبو عبد الله، قال الذهبي: كان من أوعية العلم، يتوقَّدُ ذكاء، ولم يخلف بعده مثله، من مؤلفاته: «الأدب المفرد»، و «التاريخ الكبير»، و «الضعفاء»، (١٩٤ - ٢٥٦ هـ). ينظر: «تهذيب الأسماء» (١: ٦٧)، «العبر» (٢: ١٣).
(٧) زيادة من ب و س.
(٨) وكيفيته: أن يمسح داخلهما بالسبابتين، وظاهرهما بالإبهامين. ينظر: «عمدة الرعاية» (١: ٦٤).
(٩) أي للشافعي - رضي الله عنه -، ينظر: «مغني المحتاج» (١: ٦٠).
(١٠) أي عند الشافعي - رضي الله عنه -، ينظر: «المنهاج» (١: ٤٧، ٥٤).
(١١) في «صحيح البخاري» (١: ٣). و «صحيح مسلم» (٣: ١٥١٥)، و «صحيح ابن حبان» (٢: ٢٢٣)، و «صحيح ابن خزيمة» (١: ٧٣)، وغيرهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>