للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بـ «النُّقاية»، لكنَّه مشهورٌ في كتب الفقه الحنفي بـ «النقاية»، وشرَّاحه سمَّوه بذلك كما سيأتي، فلعلَّهم وقفوا على كلامٍ لصدر الشريعة يدلُّ على ذلك، والله أعلم. ونسبه له من ترجم (١) له ومنهم من سمَّاه «النقاية»، ومنهم مَن سمَّاه «مختصر الوقاية»، ولذلك وهم عمر كحالة (٢) في جعل هذا الكتاب كتابين فقال: يضاف إلى آثاره «مختصر الوقاية»، و «النقاية مختصر الوقاية». انتهى.

قال صدر الشريعة (٣) في سبب تأليفه ووصفه: ألف جدي برهان الشريعة لأجل حفظي كتاب «وقاية الرواية في مسائل الهداية»، وهو كتاب لم يكتحل عين الزمان بثانيه في وجازة ألفاظه مع ضبط معانيه، ثم إنِّي لمَّا وجدتُ قصورَ هممِ بعضِ المحصِّلين عن حفظ «الوقاية»، اتخذتُ منه هذا «المختصر» مشتملاً على ما لا بد منه لطالب العلم عن حفظها، فكلُّ من أحبَّ استحضار مسائل «الهداية» فعليه حفظ «الوقاية»، ومن أعجلَه الوقتُ فليصرف إلى حفظ هذا «المختصر» عنان العناية، إنه ولي الهداية. انتهى.

ففي هذا الكتاب اختصر كثيراً من مسائل «الوقاية»، وأحكم صياغة بعض جمله على هيئة واضحة وموجزة، كما سيمرُّ معنا في «شرح الوقاية»، ولم يتابع صاحب «الوقاية» على ترتيب كتب الكتاب، بل قدَّم وأخَّر على ما يراه مناسباً، وبقي متابعاً لصاحب «الوقاية» في إيراد المسائل المعتمدة في المذهب؛ ولهذه الأسباب انكبّ الطلبةُ عليه حفظاً، والعلماءُ تدريساً وشرحاً، فكثرت شروحه، ومنها:

«كمال الدراية في شرح النقاية» لتقي الدين أبي العباس أحمد بن محمد الشمني (ت ٨٧٢ هـ). له نسخة مخطوطة في مكتبة الأوقاف العراقية برقم (١٠٦٠٣)، وفي دار الكتب الظاهرية بدمشق برقم (٢٥٦٤) (ق ٣١٨) (٢٧×١٣ سم) نسخة جيدة قديمة من خطوط القرن العاشر (٤).


(١) مثل: صاحب «تاج التراجم» (ص ٢٠٣)، و «مفتاح السعادة» (٢: ١٧٠)، و «طبقات ابن الحنائي» (ق ٢٦/أ)، و «كتائب أعلام الأخيار» (ق ٢٨٧/أ)، و «الأثمار الجنية» (٣٦/أ)، و «الفوائد» (ص ١٨٥)، وغيرهم.
(٢) في «معجم المؤلفين» (٢: ٣٥٥).
(٣) في «النقاية» (ص ٣ - ٤).
(٤) ينظر: «فهرس مخطوطات دار الكتب الظاهرية» (٢: ١١٩)

<<  <  ج: ص:  >  >>