للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمَّا الخلاف في التفريق بين ظاهر الرواية وبين الأصول:

فذهب الجمهور: أنه لا فرق بينهما، وانتصر لهم ابن عابدين (١).

وذهب بعضهم كابن كمال باشا (٢) وطاشكبرى زاده إلى الفرق بينهما، فقال طاشكبرى (٣): إنّهم يعبّرون عن «المبسوط» و «الزيادات» و «الجامعين» برواية الأصول، وعن «المبسوط» و «الجامع الصغير» و «السير الكبير» بظاهر الرواية، ومشهور الرواية. انتهى.

(غير ظاهر الرواية: وهي المسائلُ التي رويت عن الأئمّة، لكن في غير الكتب المذكورة، وهي على ثلاثة أقسام:

الأول: قسم في كتب أخر لمحمّد لم تشتهرِ عن محمّد - رضي الله عنه -، ولم تروَ عنه بطرقٍ كطرقِ الكتب الأول، وهي:

«الكيانيات»: وهي مسائل جمعها محمد لرجل يسمى كيان، وقد يوجد في بعض الكتب «الكيسانيات»، وقالوا: جمعها كيسان، وهي بلدة، قال طاشكبرى (٤): لكن هذا غير صحيح، والصحيح الأول.

«الرقيَّات»: وهي مسائل جمعها محمد حين كان قاضياً بالرقّة.

«الجُرجانيّات»: وهي مسائل جمعها محمد بجرجان.

«الهارونيّات»: وهي مسائل جمعها محمد لرجل مسمَّى بهارون.

الثاني: قسم في كتبِ غير محمّد، كـ «المجرَّد» للحسن بن زياد، ومنها: كتب «الأمالي». والإملاء: أن يقعدَ العالم وحوله تلامذه بالمحابر والقراطيس، فيتكلَّمُ العالم بما فتحَ الله عليه من العلم، وتكتب التلامذةُ ما تكلَّمَ مجلساً مجلساً، ثمَّ يجمعون ما كتبوا، فيصير كتاباً، ويسميّ بـ «الأمالي»، وكان هذا عادة المتقدّمين.


(١) في «شرح رسم المفتي» (ص ١٦ - ١٨).
(٢) ينظر: رأي ابن كمال باشا في «شرح رسم المفتي» (ص ١٧ - ١٨).
(٣) من «مفتاح السعادة» (٢: ٢٣٧).
(٤) في «مفتاح السعادة» (٢: ٢٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>